نعمة الإسلام على لسان السيدة الزهراء سلام الله عليها في الخطبة الفدكية مضامين ودلالات تبينها لنا الأستاذة نوال شعيب
وقد تم شرح مقاطع من الخطبة الفدكية للسيدة الزهراء سلام الله عليها منها (الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدّم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن أولاها، جمّ عن الإحصاء عددها، ونأى عن الجزاء أمدها)
وكذلك تمت الإشارة إلى المضامين الواردة في الخطبة الفدكية والتي منها (كتاب الله الناطق والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بيّنة بصائره، منكشفة سرائره، منجلية ظواهره، مغتبطة به أشياعه، قائداً إلى الرضوان أتباعه…) فبينت محورية القرآن في المنظومة الدينية وكيف أن القرآن الكريم تعهد بحل جميع الأمراض النفسية والروحية وهداية المجتمع إلى صلاحه المرجو فيما لو التزم المسلمون بتعاليمه
وأشارت عند ذكرها لمقاطع من الخطبة الفدكية للسيدة الزهراء سلام الله عليها إلى دور الإسلام في إنقاذ الناس من الجهل والسفه وإلى الظلم الذي كان سائدا في الجاهلية وبينت جانب من نظام الاجتماعي ونمط حياة العرب في الجاهلية وكيف أنهم كانوا يمتهنون الغزو والسلب والنهب وبنوا حياتهم على ظلم الضعيف واستحقارهم للمرأة ووأدهم للبنات كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم
كما أشارت إلى مكانة المرأة في الجاهلية وانتشار الزنا بينهم وتفكك الأسرة وظلهم للأيتام خصوصا فبينت من خلال الخطبة الفدكية للسيدة الزهراء سلام الله عليها الخطوات التي قام بها النبي صلى الله عليه وآله للقضاء على هذه العادات الجاهلية وكذلك قضاء الإسلام على الوثنية وعبادة الأصنام
وألمحت إلى مكانة العقل في الإسلام وحث القرآن الكريم على التفكر والتعقل في مواطن عديدة منه والخطوات التي اتخذا الإسلام لترسيخ مبدأ المساوات ونبذ العنصرية ونبذ العنف والكراهية والتي ذكرتها السيدة الزهراء في الخطبة الفدكية وكيف أن الإسلام أكد على التفاضل على أساس التقوى فقال سبحانه إن أكرمكم عند الله أتقاكم
وتناولت سيرة أهل البيت في تحرير العبيد وعتقهم كما عرف عن الإمام زين العابدين في شراء العبيد وتعليمهم وتزكيتهم ثم عتق المئات منهم في مناسبات مختلفة لأجل إرسالهم إلى شتى أنحاء العالم لنشر الإسلام الصحيح وغير ذلك
ومن القيم التي أكد عليها اللإسلام هي آداب القتال والجهاد في سبيل الله إذ أنه لم يجز قتل الأطفال وكبار السن في الحروب أو قطع الأشجار وغير ذلك من القيم التي أكد عليها
وعرجت على معنى الإسلام في القرآن الكريم ومفهوم الشريعة والدين والسر في اختلاف الشرائع والنزول التدريجي للقرآن الكريم وذلك لغرض التدريج في نزول الأحكام بما يتناسب واستعياب الناس وكيف أن الشرائع هي مكملة لبعضها
وذكرت التوحيد في مضامين الخطبة الفدكية والسبيل إلى الوصول إلى توحيد حقيقي وخالص وكيف أن الديين جاء ليحرر الإنسان من العبودية لغير الله سبحانه وتعالى
وأجابت عن الحروب الدفاعية في الإسلام وقالت إن هذه الحروب لم تكن حروبا ابتدائية بل كانت لغرض الدفاع عن الإسلام والإنسانية وأحكام القصاص هل هي قوانين ظالمة أم هي قوانين تهدف إلى حفظ المجتمع من الانهيار والسقوط
وبينت الحكمة من قوانين الإسلام والرحمة التي يحملها الإسلام للإنسانية جميعا فعددت نماذج من هذه القوانين والأحكام كما ذكرت تعامل أميرالمؤمنين مع قاتله ابن ملجم حين أمر الإمام الحسن بالإحسان إليه
كما تناولت فلسفة الأحكام في خطبة السيدة الزهراء عليه السلام وكيف أن كل حكم فرضه الله سبحانه إنما هو لوجود حكمة وسبب وراءه قد يكون ظاهرا وقد تخفى علينا الحكمة في كثير من الأحيان
ونوهت في ختام الحلقة إلى ضرورة شكر الله على نعمة الإسلام وأنه لا يتم شكر هذه النعمة إلا بالاتزام بجميع أحكامه وتعاليمه ونشر الدين والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.