التواضع
فقرات من دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين عليه السلام(لا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزا ظاهرا إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها) السيد محمد الشوكي
إن خلق التواضع هو من أجمل الأخلاق التي يتسم بها المؤمن، وإن الروايات التي تناولت موضوع التواضع هي روايات كثيرة، والقرآن الكريم عند وصفه لعباد الرحمن يذكر أول صفة لهؤلاء فيقول:(وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً)
كلما ازداد تواضع العبد ازداد إيمانه بالله سبحانه وتعالى، فالأنبياء هم أشد الناس تواضعا وكذلك كان النبي صلى الله عليه وآله فقد كان شديد التواضع مع أصحابه حتى إن إحداهن اعتبرت ذلك عيبا في النبي صلى الله عليه وآله فأجابها النبي صلى الله عليه وآله أنه عبد لله سبحانه.
إن لكل إنسان طاغوت صغير اسمه الأنا؛ فبعض الناس يمنع هذا الطاغوت ويحاول أن يكبح جماحه ولكن البعض الآخر يسعى إلى أن ينميه بدل من أن يحجمه.
ولذلك يطلب الإمام عليه السلام من الله سبحانه أن يحدث له ذلة باطنية؛ بنفس الدرجة التي يرفعه الله سبحانه، فإن وجود فجوة بين الذلة الباطنية والعزة الظاهرية توجب التكبر والفخر.
وقصة محمد بن مسلم معروفة عندما قال له الإمام السجاد عليه السلام تواضع يا محمد، فما لبث أن اشترى قوصرة من التمر وجلس يبيع عند باب المسجد وهو على ما عليه من المكانة الاجتماعية الرفيعة والوضع المالي المناسب، إلا أنه التزم بأمر الإمام عليه السلام، وليلاحظ هنا كيف أن الإمام عليه السلام يهتم لأمر شيعته ويراقب سلوكهم.