بيان لحكمة شريفة من حكم أمير المؤمنين عليه السلام:(أَطِلْ يَدَكَ فِي مُكَافَاةِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ فَإِنْ لَمْ تَقْدِرْ فَلاَ أَقَلَّ مِنْ أَنْ تَشْكُرَهُ)
نلاحظ في شهر رمضان أو في غير شهر رمضان أن الجيران يتبادلون فيما بينهم الطعام والحلوى ومن الجميل أن نرد الماعون بشيء من الفاكهة أو الحلوى فلذلك من الإحسان.
من المستحب في الروايات الشريفة أن المؤمن عند تسديد الدين أن يضيف إليه شيء زائدا عن الدين ولا بأس به إذ لم يكن مشروطا منذ البداية إذ أن الباري سبحانه يقول:(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)
ولا يضرك أن الجميل الذي تسديه للناس يقابل بالكفران منهم، فإن الله سبحانه هو الذي يشكر لك هذا الإحسان والمعروف وكفى به شاكرا.
على المؤمن أن يخص والديه بالإحسان أفضل وأكثر مما يخص به غيرهما وقد وردت آيات شريفة وروايات كثيرة في الإحسان إليهم والتذلل لهم منها :
(قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ إِنَّ أَبِي قَدْ كَبِرَ جِدّاً وَ ضَعُفَ فَنَحْنُ نَحْمِلُهُ إِذَا أَرَادَ اَلْحَاجَةَ فَقَالَ إِنِ اِسْتَطَعْتَ أَنْ تَلِيَ ذَلِكَ مِنْهُ فَافْعَلْ وَ لَقِّمْهُ بِيَدِكَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ لَكَ غَداً)
إن عقوق الوالدين كما يكون في حياتهما كذلك يكون بعد مماتهما، والعكس من ذلك صحيح، فإن الرجل تراه دائبا في خدمتهما حتى إذا توفيا نسيهما.
وقد تراه مقصرا في حقهما حتى إذا توفيا ندم، فاستصلح ما فسد منه في علاقته بهما وأهداهما أعمال الخير، عندها سينقلب بارا كما كان عاقا.
وجدير بالذكر أن الدعاء عند قبر الوالدين مستجاب كما نصت عليه الروايات الشريفة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام وكذلك الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة فلا يدع الإنسان الدعاء لهما في حال من الأحوال.
وعلى الوالدين أن يراعوا انشغال أبنائهم فلا يثقلون كواهلهم بالطلبات التي لا تنتهي وأن يحذروا من أن يحملوا أبنائهم على العقوق.
وهناك مسألة جميلة على المؤمن أن يراعيها وهي الدعاء بالرحمة والمغفرة لكل من عليه حق من قبيل معلمه أو من أعانه في أمر زواجه ومن أسدى إليه معروف.
وليحذر المؤمن من المن على الآخرين عند الإحسان إليهم، أو أن يرى لنفسه فضلا على سائر المؤمنين بل عليه أن يعلم أن كل نعمة هي من الله سبحانه وهو الذي وفقه لهذا الخير فيشكر الله سبحانه.