سيرة لقمان الحكيم الشيخ ياسين الجمري
إن لقمان الحكيم لم يكن ذلك الشخص الوسيم أو الجميل كما أخبرتنا الروايات بل ذكروا أنه كان دميم الخلقة وقبيح المنظر وهذه الصورة التي خلقه الله سبحانه عليها سببت له كثير من المضايقات ولكنه تغلب عليها.
ووصف لقمان الحكيم ذات يوم أحدهم قائلا له: ما أقبح وجهك يا لقمان، فما كان من لقمان إلا أن قال له أتعيب على النقش أم على صاحب النقش فنزل هذا الجواب كالصاعقة على هذا المتطاول.
وهنا نوجه خطابا للمتشائمين والمحبطين الذين تشوهت ملامحهم لحادث عرض لهم والذين يدخلون الإحباط على من هم حولهم من أقاربهم وأصدقائهم تعلموا من لقمان الحكيم كيف أن مظهره لم يمنعه من التطور وبناء الذات.
إن النبي يوسف عليه السلام الذي ابهر العالم بجماله، نزلت سورة من القرآن الكريم باسمه ولقمان الحكيم الذي كان دميم الخلقة وقبيح المنظر نزلت كذلك سورة في القرآن الكريم باسمه.
إننا عندما نحكم على الإنسان نحكم عليه من خلال عطائه لا من خلال جماله، فحرملة بن كاهل الأسدي الذي ذبح الطفل الرضيع وفعل ما فعل في كربلاء كان من أصبح الناس وجها.
وكان لقمان شديد التورع في دين الله عز وجل، يتوقف عند الحلال والحرام ويتوقف عند الشبهات، حريص على أن لا تدخل إلى جوفه لقمة تسبب انهيار ذاته التي بناها.
وكان شديد التفكر في أمر الله سبحانه وتعالى كان يجلس جلسات خاصة يتأمل في خلق الله سبحانه وكم نحن بحاجة إلى هذه الجلسات.
ذكروا من صفاته النفسانية أنه ما مر على حكيم ولا مر على عالم ولا مر على نبي إلا وسأله عن كل شيء، فكان يسأل داوود عليه السلام عن الصناعات التي يقوم بها والأحكام التي يأتي بها
ومن صفات لقمان الحكيم أنه لم يحزن يوما على شيء فاته، فينقل أن أطفاله كانوا يموتون في الصغر ولكن لم يُر ذات يوما باكيا حزينا لفقد أحدهم.
أنظر: