اجتناب الشهوات واللذات المحرمة الشيخ علي الصددي
عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال:
(يُسْتَدَلُّ عَلَى اَلْإِيمَانِ بِكَثْرَةِ اَلتُّقَى وَ مُلْكِ اَلشَّهْوَةِ وَ غَلَبَةِ اَلْهَوَى) وهذا الحديث ميزان لمعرفة إيمان المرء.
وعنه عليه السلام أنه قال:
(غَالِبِ اَلشَّهْوَةَ قَبْلَ [قُوَّةِ] ضَرَاوَتِهَا فَإِنَّهَا إِنْ قَوِيَتْ عَلَيْكَ مَلَكَتْكَ وَ اِسْتَقَادَتْكَ وَ لَمْ تَقْدِرْ عَلَى مُقَاوَمَتِهَا) وهذا الحديث هو وعون على اجتناب الشهوات.
وعنه عليه السلام أنه قال:
(مَمْلُوكُ اَلشَّهْوَةِ أَذَلُّ مِنْ مَمْلُوكِ اَلرِّقِّ)
وعنه عليه السلام أنه قال:
(ثَلاَثٌ مُهْلِكَاتٌ طَاعَةُ اَلنِّسَاءِ وَ طَاعَةُ اَلْغَضَبِ وَ طَاعَةُ اَلشَّهْوَةِ) وإن طاعة الشهوة تودي بالإنسان إلى الهلاك وكيف لا والحال أن أسره لا ينفك.
من وصية الإمام الكاظم عليه السلام لهشام بن الحكم يحثه على اجتناب الشهوات، يبين له كيف يمكن للشهوة أن تطفئ نور العبرة، فيرى العبر أمامه فلا يعتبر لغلبة الشهوة عليه:
(يَا هِشَامُ مَنْ سَلَّطَ ثَلاَثاً عَلَى ثَلاَثٍ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ مَنْ أَظْلَمَ نُورَ فِكْرِهِ بِطُولِ أَمَلِهِ
وَمَحَا طَرَائِفَ حِكْمَتِهِ بِفُضُولِ كَلاَمِهِ وَأَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ).
من الآثار السلبية لاتباع الشهوات أن القلب لا يعود مستعدا لتلقي الحكمة ولا تنبت الحكمة فمما قال عيسى عليه السلام:
(..إِنَّ اَلزِّقَّ إِذَا لَمْ يَنْخَرِقْ أَوْ يَنْحَلْ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ وِعَاءَ اَلْعَسَلِ كَذَلِكَ اَلْقُلُوبُ إِذَا لَمْ تَخْرِقْهَا اَلشَّهَوَاتُ
أَوْ يُدَنِّسْهَا اَلطَّمَعُ أَوْ يقسيها [يُقْسِهَا] اَلنَّعِيمُ فَسَوْفَ تَكُونُ أَوْعِيَةَ اَلْحِكْمَةِ)