أعرابيُّ يجرّ ثوب النّبي (ص)!
في أحد الأيّام جاء أعرابيٌّ إلى النبي الأكرم (ص)، وبادر بأخذ ثوبه (ص) وشدّه بقوّة، فأحدث أثرًا في عنقه (ص)، ماذا يريد الأعرابي من النبي (ص)؟
قال له بحدّة: يا مُحَمَّد! مُر لي مِن مالِ اللَّهِ الَّذي عِندَك..!
كان بإمكان النّبي (ص) أن يوقِفَ الرّجلَ عند حدّه، ويعلّمه درسًا حتّى لا يجرأ أن يتجاسر مرة أخرى بهذه الطريقة، فهو زعيم المسلمين! يكفي أن يشير إلى بعض المسلمين من حوله خصوصا أنّ بعض أصحابه (ص) كانوا مستعدّين ليفدوه بأرواحهم..
لكنّ نبيّ الرّحمة (ص) التَفَت له، وبادره بالابتسامة، وأمرَ له بعطاء.. فكان مصداقًا للآية الكريمة:
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.. (سورة فصلت 34)
مقتبس من مكار الأخلاق: 17