((إِلَهِي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أَيَّامَ حَيَاتِي، فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّي فِي مَمَاتِي، إِلَهِي كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لِي بَعْدَ مَمَاتِي وأَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِي [ تُولِنِي ] إِلا الْجَمِيلَ فِي حَيَاتِي))
الرجاء في المناجاة الشعبانية :
إنّ الإنسان المبتلى، إذا نظر إلى نعم المولى (جلّ وعلا) عليه، منذ بدايته في هذا الوجود، إذ كان جنيناً.. وسأل نفسه: من ذا الذي خلق وأنشأ فيه المخّ، والقلب، والبصر، وصوّره في أحسن صورة؟!.. ومن ذا الذي ضمن له الغذاء، وهو محصور في ظلمات ثلاث؟!.. ومن ذا الذي تولّى رعايته، وحَفِظَه حتى كبر واشتدّ عوده؟!.. نعم، ذاك هو الله تعالى، وهو أكرم من أن يُضيِّع عبده، ويحرمه من رحمته، ويقطع عنه النعم التي ابتدأه بها من غير سؤال.وعليه، فالذي يطلب حاجة مُلحَِّة من ربَّ العالمين، وقد تأخَّرت عنه الإجابة؛ فليجلس مع نفسه ويذكِّرها بنعم الله تعالى، ويلقِّنها حسن الظنِّ به..