الله أعلم حيث يجعل رسالته!
1) كان بالمدينةِ رجُلٌ يُؤذي الإمام الكاظم (عليه السلام) ويشتِمُ أمير المؤمنين (صلوات اللهِ عليه)، وكان قد قال لهُ بعضُ حاشيَتهِ (عليه السلام): دَعنا نقتُلُه. فنهاهُم عن ذلك أشدّ النّهي، وزجرَهُم أشدّ الزّجر.
2) وسألَ عنه ذات مرة، فذُكرَ لهُ أنّهُ يزرعُ بناحيَةٍ من نواحي المدينَة، فركبَ إليهِ في مزرَعتِه، ودخل المزرَعَةَ حتَّى وصَل إلَيه، فنزَلَ وجلسَ عندَه، وضاحكَه، وقالَ لَه: كم غَرِمتَ في زرعِكَ هذا؟ قال له: مِائةَ دينار.
3) قال (ع): فكم تَرجو أن تُصيبَ فيه؟ قال: أرجو أن يَجيئَني مِائَتا دينار. فأعطاهُ ثلاثمِائَةِ دينار، وقال (ع): هذا زَرعُكَ على حالِه. فقامَ العُمَريُّ فقَبّلَ رأسَه! وانصَرفَ (ع).
4) وبعد مدةٍ راحَ (ع) إلى المَسجِدِ فوجَدَ الرّجل جالِسا، فلَمّا نظَرَ إليهِ قال:
اللهُ أعلمُ حيثُ يجعَلُ رِسالتَه!
فوثَبَ أصحابُهُ فَقالوا له: ما قِصّتُك؟! قَد كُنتَ تَقولُ خلافَ هَذا! فخاصَمَهُم وسابَّهُم، وجعلَ يدعو لأبي الحسَنِ موسى (عليهِ السّلام) كُلّما دخَل وخرَج.
دلائل الإمامة: 311