منزلة ليلة القدر
قال الله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. إنّ ليلة القَدر هي ليلة كسائر الليالي، ولكن الفَرق بينَها وبينَ غيرها هو كالفَرق الذي بينَ أرضِ مَكّة وبينَ أرض القُطب الشمالي: هذهِ أرضٌ وهذهِ أرض، ولكنّ اللهَ (َعزَّ وجلَّ) نَظرَ إلى أرضِ مَكّة فاتخذها بيتاً!.. ونَظرَ إلى ليلة القَدر؛ فاتخذها ليلة أفضل من ألفِ شَهر!.. إنّ ربّ العالمين لم يُفاجئنا بهذه الليلة، لأنه أولاً: جعلها في ثلاث ليالٍ، وهذا ما يجعل الإنسان يتدرّب تدريجيّاً، ويترقّى من ليلةٍ إلى أخرى. وثانياً: جعلَ لنا قبلَ ليالي القدر عشرين ليلة نتدرّب فيها على الطاعةِ والعبادة. وثالثاً: جعل قبل شهر رمضان المبارك شهرين هما: شهر رجب وشهر شعبان، لتتهيأ أنفسنا للمحطة الكبرى بعد أن نعمل بما فيهما من طاعات وعبادات.