فراق شهر رمضان
يشعر بعض المؤمنين بحزن في يوم عيد الفطر، وذلك لأنّه فارق شهر رمضان، وفارق لذة الصيام، وافتقد الامتيازات الكبرى: حيث إنّه كان ينام مسبّحاً وعلى وضوء وطهارة، أمّا الآن فينام نوم البطّالين، فهذا الحديث: … وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَة مخصوص بهذا الشهر..
والغريب أنّ بعض المؤمنين يكون مشغولاً في شهر رجب وشعبان وشهر رمضان بأنواع العبادات من صلاة وصوم ودعاء غيرها، ولكن في شهر شوال يصيبه الفتور والتهاون عنها، وكأنه لم يدخل في هذه الأشهر الثلاثة دورة روحية ومعنوية مكثَّفة، فلم تؤثِّر في نفسه ذلك التأثير، الذي من المفترض أن يستمر معه إلى فترة طويله… فعلى من يشعر بنفسه ذلك أن يدعوا الله تعالى إلا يجعله ممن يشملهم هذا الحديث، وهو: كَمْ مِنْ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الظَّمَأُ، وَكَمْ مِنْ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلا الْعَنَاء..