أكواب القهوة الباهظة!
ذات يومٍ اجتمع عددٌ من أصدقاءِ الجامعةِ معًا بعد فراق طويل في منزل مُدرِّسهم القديم، وما لبث أن تحوَّل الحديثُ فيما بينهم إلى شكوى وتذمّر من عملهم وحياتهم.
فقرّر المعلّم المُسنُّ أن يعطي طلابه درسًا ربما يكون الأخير له.. نهض واتَّجه إلى مطبخه ليعدّ بعض القهوة، ثمّ عاد بعد عدّة دقائق حاملًا معه صينية فيها أكواب مُتعدِّدة، منها ما هو أنيق جميل من الكريستال أو الزجاج اللامع، وبعضها من البلاستيك أو الزجاج الشاحب رخيص الثمن. ودعا الأستاذ بعدها كلًّا من طلّابه إلى أخذ كوب منها.
وكانت الأكواب أكثر من عدد الحضور، وبعد أن تناول كلٌّ كوبه، أردف الأستاذ قائلاً: هل لاحظتم أنَّ الأكواب الرخيصة الباهتة بقيت على الطاولة، فيما تمّ أخذ جميع الأكواب الكريستالية الباهظة؟!
ومن المنطقي أن يرغب كلّ واحد في الحصول على الأفضل لنفسه، غير أنّ هذا سبب كلّ المشكلات والتَّوتّرات في الحياة.. لكن لو تأمّلت قليلًا لوجدت أنّ الكوب نفسه لن يُضيف أيَّ قيمة للقهوة، ولن يغيّر مذاقها! ما ترغبون فيه جميعًا هو القهوة وليس الكوب، لكنّكم مع ذلك رحتم تبحثون عن أجمل الأكواب ومقارنتها بأكواب زملائكم!
وكذلك الأمر بالنسبة لحياتكم، لو دققتم في التفاصيل الغير مهمة فإنّها ستعيقكم عن العيش بهناء..
تذكّر دائمًا! أن الكبار فقط هم من يستطيعون أن يتجاوزوا عن كلّ ما هو غير مهم.. لا تهتم بالتفاصيل، سامح، كن لطيفًا مع النّاس، فذلك سرّ السعادة!