درسٌ نبويٌّ عظيم!
في عام الحديبية، بينما كان النبي الأكرم (ص) جالسًا في ظلّ شجرة، وأمير المؤمنين (ع) بين يديه يكتب الصّلح المعروف بصلح الحديبية
وإذ بمجموعة من الرّجال مِن أهلِ مكّةَ نزلوا مِن جَبَلِ التَّنعيمِ ليفاجؤوا المسلمين ويتمكّنوا من قتل النبي (ص)!
لكنّ النبيّ الأكرم (ص) كان منتبهًا لوجودهم ومحاولة الغدر الّتي كانوا يكنّونها، فَدَعا عَليهم، وسرعان ما استجاب رب العالمين دعاءه!
فأخَذَ أبصارهم وما عادو يقدرون على رؤية الطريق، وكان من السهل جدًّا على المسلمين القبض عليهم وتسليمهم للنبي (ص)..
وكان النبي (ص) قادرًا على إصدار أمرٍ بقتلهم بسبب شروعهم بالغدر، لكنّ خُلق نبيّ الرحمة أراد أن يعلّم المسلمين درسًا مهمًّا في العفو عند المقدرة
فخَلَّى سَبيلَهُم، فَنَزَلَ قولُه تعالى:
وَهو الَّذي كَفَّ أيديهُم عَنكُم. (الفتح: 24)