كيف أفحم شابٌّ شيخ المعتزلة؟!
– أيّها العالم! إنّي رجلٌ غريب، تأذن لي في مسألة؟!
– قال: نعم
– ألك عين؟– قال: نعم
– فما تصنع بها؟ – قال: أرى بها الألوان والأشخاص
– فلك أنف؟ – قال: نعم.. أشمّ به الرائحة
– ألك فم؟ – قال: نعم.. أذوق به الطعم
– فلك اذن؟ – قال: نعم.. أسمع بها الصوت
– ألك قلب؟ قال: نعم.. أميّز به كلّما ورد على هذه الجوارح والحواس
– أوليس في هذه الجوارح غنًى عن القلب؟ – فقال: لا.. لأن الجوارح إذا شكت في شيءٍ شمّته أو رأته أو ذاقته أو سمعته، ردته إلى القلب فيستيقن اليقين ويبطل الشك.
– قال هشام: يا أبا مروان! فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إمامًا يصحح لها الصّحيح ويتيقّن به ما شك فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكّهم واختلافهم، لا يقيم لهم إمامًا يردّون إليه شكّهم وحيرتهم؟!
فسكت ولم يقل شيئًا..
(الكافي 1: 170)