لا تكن سببًا في قتل نفسك!
في يوم من الأيام دخل كلبٌ إلى متحفٍ مليء بالمرايا، الجدران والسقف والأبواب وحتّى الأرضيات كانت كلّها مصنوعة من المرايا. بمجرّد أن رأى الكلب انعكاساته، أصيب بصدمة كبيرة، لأنّه ظنّ أنّه رأى أمامه قطيعًا من الكلاب الّتي تحيط به من كلّ مكان. كشّر الكلب عن أنيابه وبدأ بالنباح، فردّت عليه الكلاب الأخرى الّتي لم تكن سوى انعكاسًا له بالمثل. فنبح من جديد، وراح يقفز جيئةً وذهابًا محاولاً إخافة الكلاب المحيطة به، فقفزت هي الأخرى مقلّدة إياه. وهكذا استمرّ الكلب المسكين في محاولة إخافة الكلاب وإبعادها دون جدوى. في صباح اليوم التالي، عثر حارس المتحف على الكلب البائس ميتًا خاليًا من الحياة، مُحاطًا بمئات الانعكاسات لكلبٍ ميتٍ أيضًا. لم يكن هنالك أحد لإيذاء الكلب في المتحف، فقد قتل نفسه بنفسه بسبب العراك مع انعكاساته! لن يجلب لك العالم الخير أو الشرّ من تلقاء نفسه، فالكثير مما يدور حولنا ما هو إلاّ انعكاس لأفكارنا، مشاعرنا، أمانينا وأفعالنا.. فأحسِن الوقوف أمامها!