للبيتِ ربٌّ هو أمنعُ له من الخلق!
لمّا قصد أبرهةُ مَلِكُ الحبشة مكّة لِهدمِ البيت، تسرّعَتِ الحبشةُ فأغاروا عليها
وأخذوا سرحًا لعبدِ المُطّلب (ع) فجاء إلى المَلِك فظنّ الملكُ أنّه جاء يسألهُ في الرّجوعِ عن مكّة!
لكنّ عبد المُطّلب قال: إنّ أصحابكَ غدَوا على سَرحٍ لي فذهبوا به، فمُرهُم برَدّه عليّ..
فتغَيّظ الحبشيّ من ذلك، وقال لعبدِ المُطّلب: جئتني تسألُني في سرحِكَ
وأنا قد جئتُ لهدمِ شرفكَ وشرفِ قومكَ ومكرُمتكمُ الّتي تتَميّزونَ بها من كلّ جيلٍ؟
فترَكتَ مسألَتي في ذلك وسألتَني في سَرحِك! فقالَ لهُ عبدُ المطّلِب:
لستُ بربّ البيت الّذي قصدتَ لهدمِه، وأنا ربُّ سرحيَ الّذي أخذَهُ أصحابُك
فجِئتُ أسألُك فيما أنا ربّه، وللبيتِ ربٌّ هوَ أمنَعُ لهُ منَ الخلقِ كُلّهِم وأولى بهِ منهُم..
فما لبِثَ بعد ذلك أن أرسل الله تعالى عليهم طيرًا أبابيل مثلَ السّيل
ترمیهِم بحِجارَةٍ من سِجّیل.. (الفيل: 4)
أمالي المفيد: 313