ما هو الألم الحقيقي لفاطمة (س)؟
سمعوا نداءات الزّهراء (س) لكن..
إنّ الصوت الذي صدح من بيت فاطمة الزهراء (س) لم يكن مجرد شكوى عابرة؛
بل كان انعكاسًا لجراح تخاذل مجتمع أمام الحقيقة رغم وضوحها.
إنّ ألم فاطمة (س) الأكبر كان من أمة سكتت أمام الحق، وعجزت عن نصرته
تاركة الزّهراء وعلي (ع) ليواجها الظلم لوحدهما.
ليست المشكلة في الأفراد السيئين فقط
المشكلة الحقيقية ليست في وجود أناسٍ سيئين فقط؛ فهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان!
المأساة الكبرى تكمن في مجتمع يفتقر إلى المسؤوليّة، ويفضل الراحة على مواجهة الظّلم.
التّخاذل الجمعي هو ما يمنح الأفراد السيئين فرصةً للسيطرة والإفساد.
العودة إلى الجاهلية..
بعد رحيل رسول الله (ص)، ارتدّ مجتمع المدينة إلى نمط من التدين الفردي الذي لا يحمل همّ المجتمع.
النبي (ص) علّمهم أن يكونوا مسؤولين عن مصير أمتهم، تجاهلوه وعادوا إلى ممارسات
عبادة منفصلة عن قضايا الأمة مثلما كانوا يفعلون قبل الإسلام.
لم يكن الأمر أنهم تركوا الصلاة أو العبادة، بل فقدوا شعور المسؤولية الذي يجعل الدين قوة تغيير اجتماعية.
المتدينون غير المسؤولين
إنّ مصيبة الزهراء (س) لم تكن من أناسٍ تركوا العبادة فقط، بل من متديّنين تجاهلوا مسؤوليّتهم تجاه الأمّة.
كانوا يصلّون ويصومون، لكنّهم أهملوا البعد الاجتماعي والسياسي للدين الذي علّمهم النبي (ص) إياه.
بتجاهلهم هذا، خذلوا الزهراء (س)، وتركوا الإمام (ع) وحيدًا، لتعيش السيدة غربتها، وتكون شاهدًا على خذلان أمة بأكملها.
الصامتون اليوم…
كما بالأمس إنّ هذا النمط من السكون والسّكوت أمام الظلم ليس مقصورًا على الماضي
حتّى في أيامنا هذه، كل جريمة تحدث هنا وهناك ليست فقط من صنع الأفراد السيّئين
بل هي نتيجة تخاذل المجتمعات. إنها نتيجة صمتِ الشعوب أمام مظالم حكوماتها
وغياب الاحتجاج على مشاركة دولهم في هذه الجرائم.
الصمت أمام الظلم هو جريمة… لا تختلف بين الأمس واليوم.
………………………………..
#الثقلين #المباهلة #آية_التطهير #فدك
#الغدير #السقيفة