عملٌ يوجب الضيق في القبر!
روي أنّه مات سعدُ بنُ مُعاذٍ، فقام رسول الله (ص) وأمرَ بغُسله
ثم تبعَ جنازتَه بلا حِذاءٍ ولا رِداءٍ، وكان يأخذُ يمنةَ السرير مرةً ويسرته مرةً حتى انتهى إلى القبر.
فنزلَ (ص) في قبره، ولحدهُ بيده، وسوّى عليه اللبن، وهو يقول:
«ناولوني حجراً، ناولوني تراباً رطباً، يسدّ به ما بين اللبن».
فقالت أمّ سعدٍ: «يا سعدُ، هنيئاً لك الجنة»
فقال (ص):
«يا أمّ سعدٍ، مه! لا تجزمي على ربك، فإنّ سعداً قد أصابتهُ ضمّةٌ».
ولمّا رجع، قالوا له: «يا رسول الله، صنعتَ على سعدٍ ما لم تصنعهُ على أحد
تبعتَ جنازتَه بلا رداءٍ ولا حذاءٍ».
فقال (ص):
«إنّ الملائكة كانت بلا رداءٍ ولا حذاءٍ، فتأسّيتُ بها».
قالوا: «وكنتَ تأخذُ يمنة السرير مرةً ويسرته مرةً»،
فقال (ص):
«كانت يدي في يد جبرئيل، آخذُ حيث يأخذُ».
قالوا: «أمرتَ بغسله، وصلّيت عليه، ولحدتَه، ثم قلت: إنّ سعداً قد أصابته ضمّةٌ؟»
فقال (ص):
«نعم، إنّه كان في خُلُقِه مع أهله سوءٌ».
الأمالي (للصدوق): 385









