هل تخاف على رزقك؟
أرأيتَ إذ كنت في مهد العجز؟ ولم تكن سوى نسمةٍ هشَّةٍ في أحشاء الأمومة الدافئة
ثمّ انبلجتَ إلى الدنيا، ضعيفًا كالفراشةِ تُحاذرُ لمسةَ الهواء، فجعل رزقك لبنًا دافقًا كَنَهرِ الحنان
ثمّ لما كبُرت قليلًا، أودع قلبَ والديكَ سرًّا إلهيًّا، وكأنّهم حرّاسٌ أُرسلوا لخدمتك!
أما اليوم، وقد اكتمل عقلكَ كالقمر، واشتدّت سواعدُكَ كالجبال
تُصغي للقلقِ يهمسُ: هل يكفيني الرزق؟!
الذي رعاكَ في ظلمةِ الرحم
هو ذاته يُمسكُ بيديكَ في وضح النهار؟
لم يتغيّر… لم يغب… لم ينس..