((إِلَهِي وقَدْ أَفْنَيْتُ عُمُرِي فِي شِرَّةِ السَّهْوِ عَنْكَ، وأَبْلَيْتُ شَبَابِي فِي سَكْرَةِ التَّبَاعُدِ مِنْكَ، إِلَهِي فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ أَيَّامَ اغْتِرَارِي بِكَ ورُكُونِي إِلَى سَبِيلِ سَخَطِكَ))
محاسبة النفس في المناجاة الشعبانية :
إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الفقرة من المناجاة يفتح باباً أخر للتدبّر ومحاسبة النفس ومعاتبتها ومعاقبتها، ألا وهو غفلة العبد عن مولاه.. فلئن سلم الإنسان من الوقوع في الحرام، فليحذر هذا الباب أيضاً!.. فكما أنّ الذنوب توجب البعد عن الله (عزّ وجلّ)، كذلك الأمر في الغفلة عن ذكره (تعالى).. ولا شكّ أنّ المؤمن الذي يعيش هذا الهاجس، وتراه متّهماً لنفسه، سالكاً بين الخوف والرجاء؛ فإنّه في مظان الرحمة والألطاف الإلهية. إذ كم من القبيح أن يتصرّف الإنسان في حياته وكأنّه لا مالك له ولا رقيب عليه!.. فهب أنّه لم يرتكب الذنب، ولكن هذه الغفلات المتتابعة بحاجة إلى الاستغفار؛ لأنّه نوع من الاستخفاف بمراقبة المولى (جلّ اسمه)..