((إِلَهِي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاعِ إِلَيْكَ، وأَنِرْ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا بِضِيَاءِ نَظَرِهَا إِلَيْكَ، حَتَّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وتَصِيرَ أَرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ))
الانقطاع إلى الله في المناجاة الشعبانية :
إنّ الانقطاع إلى الله تعالى هو غاية مراد المريدين، وهبة من الله تعالى، متى ما رأى لياقة في عبده، فإنّه سيعطيه هذه الهبة عاجلاً أم آجلاً..
إنّ الإنسان في علاقته مع ربّه إذا وصل لهذه الدرجة، بحيث لا يرى مؤثّراً في الوجود غير الله تعالى، فيراه على كلّ شيء قدير؛ فإنّه لا يحتاج أن يراجع الآخرين، وهو يعلم يقيناً أنّ الكلّ مفتقرون إلى رحمته تعالى؟!..
إنّ الانقطاع الكامل هو أن ينقطع الإنسان عن كلّ فرد في الوجود: في كلّ زمان، وفي كلّ مكان، وفي كلّ حال.. فإذا انطبقت هذه العمومات الأربع: عموم أفرادي، ومكاني، وزماني، وأحوالي، على حياة الإنسان، فقد حقّق كمال الانقطاع المقصود.