((إِلَهِي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاعِ إِلَيْكَ، وأَنِرْ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا بِضِيَاءِ نَظَرِهَا إِلَيْكَ، حَتَّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ، وتَصِيرَ أَرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ))
حجب النور في المناجاة الشعبانية :
إنّ من الأمور الموصلة إلى الله (عزّ وجلّ)، إذا نُظر إليها في نفسها، فإنّه يتحوّل الأمر إلى حجاب بين العبد وبين ربّه؛ لأنّ الإنسان قد يُعجب بذاته، لما هو عليه من العلم والعبادة؛ فيصدّه هذا الإعجاب عن سبيل الله، وهذا هو المراد بحُجُب النور هنا..
إنّ السالك إلى الله تعالى، إذا انشغل بأيّ شيء، فقد وقع في الشرك الخفي، الذي لا يلتفت إليه إلاّ الخواص من العباد.
إنّ النفس إذا اندكت في عالم الملكوت، فقد حقّقت معنى الفناء، لا الفناء بمعنى وحدة الوجود، وإنّما أن لا يرى العبد لنفسه خصوصيّة في قبال ذلك الوجود الذي غمر نوره كلّ شيء.