((وتَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي، وتَخْبُرُ حَاجَتِي، وتَعْرِفُ ضَمِيرِي، ولا يَخْفَى عَلَيْكَ أَمْرُ مُنْقَلَبِي ومَثْوَايَ، ومَا أُرِيدُ أَنْ أُبْدِئَ بِه مِنْ مَنْطِقِي، وأَتَفَوَّه بِه مِنْ طَلِبَتِي، وأَرْجُوه لِعَاقِبَتِي))
شرح المناجاة الشعبانية :
إنّ لله (عزّ وجلّ) تجلّيات مختلفة على عبده، وكذلك ارتباط العبد وحالاته مع ربّه قد تختلف من حين لآخر.. فالعبد تارة يصل إلى حالة من الاستغراق في جلال الله وكماله، مما ينسيه أن يلتفت إلى نفسه ويطلب حوائجه؛ ولهذا فهو يفوّض حوائجه كلّها إلى الله تعالى.. وتارة أخرى تراه يعيش حالة الافتقار المطلق، ممّا يجعله يعدّد الطلبات واحدة واحدة. فإذن، هاتان حالتان تردان على الإنسان الداعي، وعليه أن يختار من الحالتين ما يناسب وضعه الفعلي.. ويحسن بالمؤمن ألاّ يقطع بأنّ المصلحة فيما يطلب، فيملي على ربّه إملاءً، فإنّه تعالى الأدرى بما يُصلح عبده.