نحن نعتقد أن الله لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة ولكن ربما يتوهم البعض أن الله والعياذ بالله شبح فقد أجاب أميرالمؤمنين عليه السلام على هذا التساؤل فقال عليه السلام عن كيفية القرب الإلهي :(لاَ شَبَحٌ فَيُتَقَصَّى وَ لاَ مَحْجُوبٌ فَيُحْوَى).
إن الله قريب ولكن يجب أن نفهم كيفية القرب الإلهي :(لَمْ يَقْرُبْ مِنَ اَلْأَشْيَاءِ بِالْتِصَاقٍ وَ لَمْ يَبْعُدْ عَنْهَا بِافْتِرَاقٍ) وهذا العلم هو الذي سيبني يقينا قويا لا يمكن أن يتبدل أو أن يتزلزل.
وإن الآيات القرآنية تؤكد على حقيقة القرب الإلهي من العبد قال تعالى:(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) إن هذا القرب ليس قرب الالتصاق فهذا خاص بالمخلوقات ولله سبحانه منزه عن ذلك.
قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) وَ قَدْ سَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ: «يَا هَذَا، إِنَّ قَوْلَنَا: إِنَّا لِلَّهِ، إِقْرَارٌ مِنَّا بِالْمُلْكِ، وَ قَوْلَنَا: إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، إِقْرَارٌ مِنَّا بِالْهَلاَكِ »
ونحن نفتخر أننا مملوكون لله سبحانه ولا نخشى الهلك فهو المدبر اللطيف الرحيم وكيف نخشى ونحن راجعون إلى أرحم الراحمين.
وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن كلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله) فقال: إنا لا نملك مع الله شيئا و لا نملك إلا ما ملكنا فمتى ملكنا ما هو أملك به منا كلفنا، و متى أخذه منا وضع تكليفه عنا.
مع كلام أميرالمؤمنين عليه السلام، يجب أن نفرح عندما نفقد شيئا، فذلك يعني أن التكليف وضع عنا بزوال تلك النعمة.
أنظر أيضا: