النية الصالحة
شرح لفقرات دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين عليه السلام (اللهم بلغ بإيماني أكمل الإيمان واجعل يقيني أفضل اليقين و..) من قبل سماحة السيد محمد شوكي
أشار سماحته عند الأشارة إلى فقرة وانتهي بنيتي إلى أفضل النيات أن علو الدرجات لا يكون إلا بالنوايا الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى إذ أن كل شيء في هذا العالم آيل إلى الفناء ولا يبقى شيء إلا وجه الله سبحانه وتعالى
ثم بين أثر النية الحسنة على سائر أعمال الإنسان وعلى تفاصيل حياته اليومية وكيف أن الله سبحانه هو الذي يتولى أموره ويقوده إلى النجاح وبانية الحسنة يضمن سلامة علاقاته الاجتماعية
أما صاحب النوايا السيئة مهما بالغ في الاحتيال والمكر فلن يصل إلى شيء وسيفوته مقصوده وبين كذلك أثر النية الحسنة على صحة الإنسان الجسدية والروحية
ثم استكمل بحث النية الصالحة بتبين أثر هذه النية على إيمان المرء وإن النية هي أساس الدين وإنما ينظر الله سبحانه إلى نية المرء وليس إلى ظاهر العمل وليس كما نفعل نحن إذ أن حكمنا على الأشخاص يقتصر على الظاهر ولكن الله سبحانه العالم ببواطن الأمور فينظر إلى قلب المؤمن فيرى إخلاصه وهل أن هذا العمل لله سبحانه أم أن العامل عمله لأجل المكاسب الدنيوية وهو أقرب إلى الرياء من أي شيء آخر
ثم استطرد قائلا لو أن المرء لم يرد الله سبحانه بنيته ولم تكن خالصة لوجهه فستكون أعماله كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف وقد ورد في الروايات أن العبد يسأل عن أعماله الكثيرة فيقال له إذهب وخذ اجرك ممن عملته له
واستكمل في الختام أنه لو صلحت نية المرء صلح عمله وكان عمله مقبولا من الله سبحانه ولو فسدت نية المرء فسد العمل ولم يؤت ثماره المرجوة.