فزت ورب الكعبة ..
سجى الليل المفتح الابواب إلى الله تعالى و نامت القلوب بعد ما ألقت العيون أشرعتها في الهزيع الاول وبقي قلب يتلقى الملائكة المقربون من أمور الاقبال على الله متبركين به متهجين بصفاءه ونقاءه معتزين بصدقه الذي لم يصعد إليهم بعده مكيل له ذلك هو وليد الكعبة الوحيد في هذا الكوكب الذي استنار به سنين عددا.
زاهيةً بحبه لله مشرقة بمعرفته له شامخة على الزمان بسيرها في ركابه المعطاء سعادة ومجداً مجاهداً فذاً على التوحيد أيام النبوة وعلى التأويل بعدها وهو أمرَّ وأدها جرى بطغيان النفاق وانقلاب النفوس بالغدر والمكر حتى شهد الجامع الأعظم بالكوفة حزن السماوات وغضب العرش المقدس مطلع الفجر من التاسعة عشرة من شهر رمضان عندما هوى سيف الحقد الجاهلي على أعز هامة ارتفع بها الاسلام عزيزاً كريما مشرق الوجه فترى ما في وجود نداءٌ أن تهدمت والله أركان الهدي واختتمت الصلوة التي كبَّرت في مسجد الحرام وسلمت في مسجد الجامع الأعظم بالكوفة الحمراء عاصمة الجهاد المرير في سبيل الله صدقاً وحقا وامتدَّ نورها في الآفاق هدىً ورحمةً للعالمين بما تجلى لهم من معانيه الخالصة لله سبحانه وتعالى علماً وعملا.