الاستغفار استعداداً لشهر لرمضان فلهذا على الإنسان المؤمن الاستغفار البليغ قَبلَ الشهر، لا الاستغفار اللفظي الشَكلي، إنّما الاستغفار الذي علامته رقَّةُ القَلب التي عادةً ما تُلازم دَمعة ولو بسيطة – وليس بالضرورة البُكاء المرير، أو البُكاء الكَثير-، فهذهِ هي علامة الاستجابة، ولو كانت تلك الدمعة مثلَ جناح البعوضة؛ إذ إن هذا المقدار كاشفٌ عَن رقّة الباطن، وفي ذلك ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: مَا اغْرَوْرَقَتْ عَيْنٌ بِمَائِهَا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَائِرَ جَسَدِهِ عَلَى النَّارِ، وَلَا فَاضَتْ عَلَى خَدِّهِ فَرَهِقَ ذَلِكَ الْوَجْهَ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ، وَمَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَلَهُ كَيْلٌ وَوَزْنٌ إِلَّا الدَّمْعَةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطْفِئُ بِالْيَسِيرِ مِنْهَا الْبِحَارَ مِنَ النَّارِ.