البخور بعد الحمام وأحكام دخول الجنب على المعصوم – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة روايتين شريفتين من تراث أهل البيت عليهم السلام، الأولى عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام في استحباب التبخر بعد الحمام، حيث دعا إلى التجمير وبيّن أنه أمر لا بأس بالانتفاع به جماعيًا. أما الرواية الثانية فهي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام التي تتعلق بدخول الجنب على الإمام المعصوم، وقد أوضح فيها أن بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب. من خلال هاتين الروايتين تتناول الحلقة الحكم الفقهي لاستعمال البخور، وأثره الروحي والصحي، إضافة إلى مناقشة مسألة دخول الجنب والحائض والنفساء إلى بيوت الأنبياء والمراقد المشرفة، مع استعراض آراء الفقهاء في هذه المسائل المهمة.
نص الرواية الأولى:
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال:
(دخلت مع أبي الحسن (عليه السلام) الحمام فلما خرج إلى المسلخ دعا بمجمرة فتجمر بها ثم قال: جمروا مرازم، قال: قلت: من أراد أن يأخذ نصيبه يأخذ؟ قال: نعم). وسائل الشيعة – ج ٢ – ص ١٥٥
نص الرواية الثانية:
محمد بن محمد بن النعمان المفيد في (الإرشاد) عن أبي بصير قال:
(دخلت المدينة وكانت معي جويرية لي فأصبت منها ثم خرجت إلى الحمام، فلقيت أصحابنا الشيعة وهم متوجهون إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فخفت أن يسبقوني ويفوتني الدخول إليه، فمشيت معهم حتى دخلت الدار، فلما مثلت بين يدي أبي عبد الله (عليه السلام) نظر إلي ثم قال: يا أبا بصير أما علمت أن بيوت الأنبياء وأولاد الأنبياء لا يدخلها الجنب؟! فاستحييت فقلت له: يا بن رسول الله إني لقيت أصحابنا فخشيت أن يفوتني الدخول معهم، ولن أعود إلى مثلها، وخرجت). وسائل الشيعة – ج ٢ – ص ٢١١
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
الرواية الأولى: التبخر بعد الحمام: ما هو حكم استعمال البخور بعد الحمام؟ هل التبخر يعدّ من المستحبات الشرعية أم هو عادة اجتماعية محمودة؟ ما الفوائد الصحية والنفسية للتبخر كما أشار إليه الفقهاء والأطباء؟
الرواية الثانية: دخول الجنب على المعصوم: ما دلالة قول الإمام الصادق عليه السلام: “لا يدخلها الجنب”؟ ما الحكم الفقهي في دخول الجنب على بيوت الأنبياء وأولادهم؟ ما هو حكم دخول الجنب والحائض والنفساء إلى المراقد المشرفة؟ كيف توازن الشريعة بين قدسية الأماكن وأحكام الطهارة والنجاسة؟
الأبعاد الروحية والفقهية: كيف يربط الإسلام بين الطهارة البدنية والطهارة المعنوية؟ ما أثر الالتزام بآداب الطهارة في تقوية العلاقة الروحية مع الله تعالى؟
الطهارة في الإسلام ليست مجرد أحكام ظاهرية، بل هي مدخل للنقاء الروحي والارتقاء بالعبادة. فالتبخر بعد الحمام مستحب يضفي راحة على الجسد والروح، كما أن الالتزام بآداب الطهارة واحترام قدسية بيوت الأنبياء والمراقد المشرفة يعكس وعي المؤمن بقدسية العبادة وحرمة الأماكن التي اصطفاها الله تعالى.