حكم الموالاة في الغسل – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة رواية شريفة عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وردت في تهذيب الأحكام، ومن خلال هذه الرواية، يبحث السيد صباح شبر في الشروط الفقهية لصحة الغسل، وحكم الموالاة فيه، إضافة إلى الأحكام المتعلقة بوجود موانع تمنع وصول الماء إلى البشرة، وحكم من أحدث أثناء الغسل. الحلقة تبيّن دقة الشريعة في مسائل الطهارة الكبرى، وضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية كي تصح العبادات المرتبطة بها.
نص الرواية:
روى الحسين بن سعيد عن النضر عن هشام ابن سالم عن محمد بن مسلم قال:
(دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فسطاطه وهو يكلم امرأة فأبطأت عليه فقال: ادنه، هذه أم إسماعيل جاءت وأنا أزعم أن هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجها عام أول. كنت أردت الإحرام فقلت: ضعوا لي الماء في الخباء، فذهبت الجارية بالماء فوضعته فاستخففتها فأصبت منها، فقلت: اغسلي رأسك وامسحيه مسحًا شديدًا لا تعلم به مولاتك، فإذا أردت الإحرام فاغسلي جسدك ولا تغسلي رأسك فتستريب مولاتك، فدخلت فسطاط مولاتها فذهبت تتناول شيئًا فمست مولاتها رأسها فإذا لزوجة الماء، فحلقت رأسها وضربتها، فقلت لها: هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجك). تهذيب الأحكام – ج ١ – ص ١٣٤
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
الرواية ودلالتها: ما هي خلفية حادثة أم إسماعيل كما وردت عن الإمام الصادق عليه السلام؟ كيف ترتبط هذه القصة بمسألة صحة الغسل والإحرام؟
الحكم الفقهي: هل الموالاة شرط في الغسل؟ وما معنى الموالاة في هذا الباب؟ ما حكم من اغتسل وبعد الانتهاء وجد مانعًا حال دون وصول الماء إلى بعض أجزاء جسده؟ ما حكم من أحدث أثناء الغسل؟ وهل يُعيد الغسل من جديد أم يكتفي بإتمامه؟
الأبعاد الروحية والعملية لماذا يُشدّد الإسلام على دقة الطهارة الكبرى وأثرها في صحة العبادات؟ كيف تعكس هذه الرواية أهمية الإخلاص والالتزام بتفاصيل الأحكام؟ ما العلاقة بين الطهارة الظاهرية والطهارة الباطنية في سلوك المؤمن؟
الغسل عبادة كبرى، وهو مفتاح لصحة الصلاة والحج وسائر العبادات، فلا بد من مراعاة شروطه كاملة: الموالاة، إزالة الموانع، واليقظة عند وقوع الحدث. إن التهاون في هذه التفاصيل قد يُفقد العبادة جوهرها، بينما الالتزام بها يفتح للمؤمن أبواب الطهارة والنقاء القلبي قبل الجسدي.