إحرام النفساء وأحكام الطهارة في الحج – السيد صباح شبر
تعرض هذه الحلقة رواية شريفة عن الإمام محمد الباقر عليه السلام حول قضية أسماء بنت عميس حينما نفست بمحمد بن أبي بكر في ذي الحليفة، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وآله بالاحتشاء بالكرسف والخرق ثم الإحرام بالحج، ثم أدت مناسكها رغم استمرار دم النفاس ثمانية عشر يومًا. من خلال هذه الرواية يتم بحث الأحكام الشرعية المتعلقة بإحرام النفساء، وحكم إحرام المحدث بالحدث الأكبر، وغسل الإحرام، إضافة إلى تحديد أقل وأكثر النفاس، وبيان حكم المستحاضة في أداء المناسك.
نص الرواية:
محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
(إن أسماء بنت عميس نفست بمحمد بن أبي بكر فأمرها رسول الله صلى الله عليه وآله حين أرادت الإحرام من ذي الحليفة أن تحتشي بالكرسف والخرق، وتهل بالحج، فلما قدموا وقد نسكوا المناسك وقد أتى لها ثمانية عشر يوما فأمرها رسول الله صلى الله عليه وآله أن تطوف بالبيت وتصلي ولم ينقطع عنها الدم ففعلت ذلك). وسائل الشيعة – ج ٩ – ص ٥٠٧
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
إحرام النفساء: كيف تحرم النفساء إذا صادف نفاسها وقت الإحرام؟ ما هي كيفية الاحتشاء بالكرسف والخرق كما ورد في الرواية؟
أحكام الطهارة في الحج والعمرة: هل يجوز للمحدث بالحدث الأكبر (جنب، نفساء، حائض) أن يُحرم من الميقات؟ ما هو حكم غسل الإحرام وهل هو واجب أم مستحب؟ ما حكم من ترك غسل الإحرام عمدًا أو نسيانًا؟
النفاس والمستحاضة: ما هو أقل النفاس وأكثره في الفقه الإسلامي؟ متى يجوز للنفساء الطواف بالبيت وأداء الصلاة؟ هل يجوز للمستحاضة أداء مناسك الحج والعمرة مع استمرار الدم؟
البعد الروحي: ما الذي تعكسه هذه الأحكام من تسهيل الشريعة على المرأة في حالتها الطبيعية؟ كيف يحافظ الإسلام على التوازن بين العبادة وظروف الإنسان الصحية؟
إن الشريعة الإسلامية راعت حال المرأة في النفاس والحيض والاستحاضة، فجعلت الإحرام ممكنًا رغم وجود الحدث الأكبر، وسمحت بإتمام المناسك للمستحاضة مع مراعاة الطهارة الظاهرية الممكنة. وبذلك جسّد الإسلام توازنًا بديعًا بين العبادة والتخفيف، لتبقى مناسك الحج والعمرة بابًا مفتوحًا لكل مؤمن ومؤمنة دون مشقة زائدة.
