أحكام الصدقة والزكاة – السيد صباح شبر
في هذه الحلقة نسلط الضوء على مسألة فقهية مهمة تتعلق بأحكام الزكاة والصدقات لبني هاشم، وما يجوز لهم أخذه وما يحرم، استناداً إلى الروايات الواردة عن الإمام الصادق عليه السلام. كما نتعرض لبيان مفهوم الفقير الشرعي، وحكمة الشريعة في جعل الخمس عوضاً عن الزكاة الواجبة لبني هاشم.
الروايات:
عن جعفر بن إبراهيم الهاشمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
(قلت له: أتحل الصدقة لبني هاشم؟ فقال: إنما تلك الصدقة الواجبة على الناس لا تحل لنا، فأما غير ذلك فليس به بأس، ولو كان كذلك ما استطاعوا أن يخرجوا إلى مكة، هذه المياه عامتها صدقة). وسائل الشيعة – ج ٩ – ص ٢٧٣
عن أبي بصير قال:
(قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن شيخاً من أصحابنا يقال له عمر سأل عيسى بن أعين وهو محتاج، فقال له عيسى: أما إن عندي من الزكاة ولكن لا أعطيك منها، فقال له: ولم؟ فقال: لأني رأيتك اشتريت لحماً وتمراً، فقال: إنما ربحت درهماً فاشتريت بدانقين لحماً وبدانقين تمراً ورجعت بدانقين لحاجة. قال: فوضع أبو عبد الله عليه السلام يده على جبهته ساعة ثم رفع رأسه وقال: إن الله تبارك وتعالى نظر في أموال الأغنياء ثم نظر في الفقراء فجعل في أموال الأغنياء ما يكتفون به، ولو لم يكفهم لزادهم، بل يعطيه ما يأكل ويشرب ويكتسي ويتزوج ويتصدق ويحج). الكافي – ج ٣ – ص ٥٥٦
المحاور والأسئلة المطروحة في الحلقة:
أقسام الزكاة: ما هي أقسام الزكاة في الشريعة الإسلامية؟ ما الفرق بين الزكاة المالية والزكاة الفطرية؟
حكم الزكاة على الهاشمي: هل تجب الزكاة على الهاشمي مثل غيره من المسلمين؟ ما حكم أخذ الزكاة الواجبة بالنسبة لبني هاشم؟ هل يجوز للهاشمي أخذ الكفارات والنذور من غير الهاشمي؟
الصدقات المستحبة: هل تحل الصدقة المستحبة لبني هاشم؟ ما هي دلالة الرواية الأولى في التفريق بين الصدقة الواجبة والمستحبة؟
الفقير الشرعي: من هو الفقير الشرعي المستحق للزكاة؟ هل معيار الفقر هو مجرد الحاجة للأكل واللباس، أم يشمل تكاليف الزواج والحج والصدقات كما ورد في الرواية الثانية؟ ما الحكمة من جعل الله في أموال الأغنياء ما يكفي الفقراء؟
أظهرت الروايات أن الشريعة ميّزت بين أنواع الصدقات، فمنعت بني هاشم من الصدقات الواجبة تكريماً لهم، وأحلت لهم الصدقات المستحبة والكفارات والنذور من غير الهاشميين. كما بيّنت أن الفقير الشرعي هو من لا يكفيه ما بيده في ضرورياته ومعاشه إلى حد الكفاية. وبذلك يتضح التوازن الذي أرسته الشريعة بين حفظ كرامة بني هاشم ورعاية الفقراء والمحتاجين.
