حكم الزكاة والصدقة على الهاشمي – السيد صباح شبر
في هذه الحلقة نسلط الضوء على مسألة فقهية دقيقة تتعلق بأحكام الزكاة والصدقة بالنسبة لبني هاشم، استناداً إلى ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام من نهي صبيان الهاشميين عن شرب ماء الصدقة. فهل الزكاة واجبة عليهم؟ وهل يجوز لهم أخذ الصدقات الواجبة أو المستحبة؟ وما دلالة هذه الرواية في فهم حدود ما يحل وما يحرم من أموال الصدقة عليهم؟
الرواية:
عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الجعفري قال:
“كنا نمر ونحن صبيان فنشرب من ماء في المسجد، من ماء الصدقة، فدعانا جعفر بن محمد عليه السلام فقال: يا بني لا تشربوا من هذا الماء واشربوا من مائي”.
بحار الأنوار – ج ٩٣ – ص ٧٣
المحاور والأسئلة المطروحة في الحلقة:
الزكاة على الهاشمي: هل تجب الزكاة على الهاشمي مثل سائر المسلمين؟ ما الفرق بين زكاة المال والزكاة الواجبة الأخرى (الكفارة والنذور) بالنسبة لهم؟
الصدقة الواجبة والمستحبة: هل يحرم على الهاشمي أخذ الصدقة الواجبة (كالزكاة)؟ ما حكم إعطاء الهاشمي الصدقة المستحبة؟ هل تجوز زكاة وصدقة الهاشمي على الهاشمي؟
دلالة الرواية: لماذا نهى الإمام الصادق عليه السلام الصبيان الهاشميين عن شرب ماء الصدقة؟ كيف نوفق بين هذا النهي وبين حلية الصدقة المستحبة لهم؟ ما الأبعاد الروحية والاجتماعية في تمييز بني هاشم عن غيرهم في هذا الباب؟
إن حرمة أخذ الزكاة والصدقات الواجبة على بني هاشم إنما جاءت تكريماً لهم ورفعة لشأنهم، وقد عوضهم الله بالخمس ليغنيهم عن الصدقات المفروضة، أما الصدقة المستحبة فحلال عليهم، فهي من أبواب المودة والقربى. وتبقى الرواية شاهداً على دقة الموازين الشرعية في التفريق بين الواجب والمستحب، وبين ما يليق بشأن آل البيت وذريتهم وبين ما لا يليق.

