ستر الوجه في الإحرام – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة جانبًا من أحكام الإحرام الخاصة بالنساء، وهو مسألة ستر الوجه أثناء الإحرام. فقد ورد في الروايات النهي عن تغطية وجه المرأة المحرمة بالنقاب أو ما يشابهه، مع بيان الطريقة الشرعية للستر دون مخالفة الإحرام. ومن خلال هذه النصوص نتعرف على الحكمة الفقهية والروحية من هذا الحكم، وما يمثله من رمز للتجرد والخضوع في عبادة الحج والعمرة.
الروايات:
عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال:
(مرّ أبو جعفر (عليه السلام) بامرأة محرمة قد استترت بمروحة، فأماط المروحة بنفسه عن وجهها).
وسائل الشيعة – ج ١٢ – ص ٤٩٤
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
(مرّ أبو جعفر (عليه السلام) بامرأة متنقبة وهي محرمة فقال: أحرمي وأسفري وأرخي ثوبك من فوق رأسك، فإنك إن تنقبت لم يتغير لونك).
الكافي – ج ٤ – ص ٣٤٤
المحاور والأسئلة المطروحة في الحلقة:
معنى النهي عن ستر الوجه للمحرمة: ما المقصود بستر الوجه المنهي عنه في حال الإحرام؟ هل النهي يشمل كل أنواع الستر أم فقط النقاب والتغطية المباشرة للوجه؟
كيفية السَّتر المشروع للمحرمة: كيف تُطبّق المرأة أمر الإمام: “أحرمي وأسفري وأرخي ثوبك من فوق رأسك” عملياً؟ ما الغاية من السماح بإنزال الثوب دون إلصاقه بالوجه؟
الحكمة الروحية من كشف الوجه أثناء الإحرام: ما دلالة هذا الحكم في مفهوم التجرد والخضوع لله أثناء أداء المناسك؟ كيف يعكس ترك الزينة والستر الكامل للوجه معنى المساواة بين الحجيج في مشهد العبودية الخالصة؟
تكشف هذه الروايات عن دقة الشريعة في الجمع بين الالتزام بالأدب والستر، وبين مراعاة رمزية الإحرام كحالة تجرّد تام من مظاهر الدنيا. فالمحرمة تُمنع من تغطية وجهها لا تهاوناً في الحشمة، بل تعظيماً لمعنى الوقوف بين يدي الله دون حجاب دنيوي. وهكذا يتضح أن أحكام الإحرام ليست مجرد تفاصيل فقهية، بل تجليات لمعانٍ روحية عميقة تربط بين الطاعة والمقصد الإلهي من العبادة.
