منافع الحج – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة موقف الإمام الصادق (عليه السلام) في أدائه لمناسك الحج رغم شدة مرضه، حيث يظهر البُعد العميق للعبادة في الإسلام، وكيف تمتزج الطاعة بالوعي والشهود للمنافع التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾. فالحج ليس مجرد طقوس، بل رحلة تربوية تجمع بين روح العبادة ومنافع الدنيا والآخرة.
نص الرواية:
عن الربيع بن خثيم قال:
شهدت أبا عبد الله عليه السلام وهو يطاف به حول الكعبة في محمل وهو شديد المرض، فكان كلما بلغ الركن اليماني أمرهم فوضعوه بالأرض، فأخرج يده من كوة المحمل حتى يجرها على الأرض ثم يقول: ارفعوني، فلما فعل ذلك مرارًا في كل شوط قلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إن هذا يشق عليك، فقال: إني سمعت الله عز وجل يقول: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾.
فقلت: منافع الدنيا أو منافع الآخرة؟ فقال: الكل. الكافي – ج ٤ – ص ٤٢٢
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
في معنى العبادة وسط المشقة: ما الذي يدفع الإمام (عليه السلام) إلى الإصرار على الطواف رغم مرضه الشديد؟ هل في هذا الموقف رسالة تربوية للمؤمن في مواجهة الضعف الجسدي؟ كيف يوازن الإسلام بين التيسير في الشريعة وبين الإصرار على الحضور القلبي في الطاعة؟
في تفسير المنافع التي يشهدها الحاج: ما دلالة قوله تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ في ضوء تفسير الإمام (عليه السلام)؟ كيف تجمع هذه المنافع بين الدنيوي والأخروي؟ ما أثر الوعي بهذه المنافع على نية الحاج وسلوكه أثناء المناسك؟
الدروس الأخلاقية من سلوك الإمام: ماذا يعلّمنا هذا الموقف عن الإخلاص والنية الخالصة في العمل؟ كيف نستفيد من روح الإمام الصادق (عليه السلام) في فهم عمق العبادة ومقصدها التربوي؟
الحج مدرسةٌ في الوعي، لا في المشقة وحدها. وموقف الإمام الصادق (عليه السلام) يذكّرنا أن حضور القلب في الطاعة أعظم من راحة الجسد، وأن من قصد الله حقًا شهد المنافع كلّها، في الدنيا والآخرة.
