طواف النساء للحائض – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة مسألة فقهية دقيقة تتعلق بمن حاضت قبل أداء طواف النساء، وما يترتب على ذلك من أحكام شرعية. كما توضح الحلقة مكانة طواف النساء في تمام الحج أو العمرة، وهل يمكن استنابة الغير لأدائه عند العذر. وتُختتم بتسليط الضوء على سلوك الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) في أدائه لصلاة الطواف قُرب المقام الشريف، لتبيين أثر النية والموقع في كمال العبادة.
نص الروايات:
عن أبي أيوب الخزّاز أنه قال:
كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه رجل ليلاً فقال له: أصلحك الله امرأة معنا حاضت ولم تطف طواف النساء، فقال: لقد سئلت عن هذه المسألة اليوم، فقال: أصلحك الله أنا زوجها وقد أحببتُ أن أسمع ذلك منك، فاطرق كأنه يناجي نفسه وهو يقول: لا يقيم عليها جمّالها ولا تستطيع أن تتخلّف عن أصحابها تمضي وقد تمّ حجّها. الكافي – ج ٤ – ص ٤٥١
عن الحسين بن عثمان قال:
رأيت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يصلي ركعتي طواف الفريضة بحيال المقام قريبا من ظلال المسجد. وسائل الشيعة – ج ١٣ – ص ٤٣٣
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
في حكم من حاضت قبل طواف النساء: ما هو تكليف المرأة إذا حاضت قبل أداء طواف النساء؟ هل يُعدّ طواف النساء جزءًا من الحج أم أنه عمل مستقل يتمّ به التحليل من الإحرام؟ ما معنى قول الإمام (عليه السلام): «تمضي وقد تمّ حجها»؟ ما دلالة سكون الإمام وتفكّره قبل الجواب في هذه المسألة؟
في استنابة الغير عن طواف النساء: هل يجوز للمرأة أن تُنيب غيرها ليؤدي عنها الطواف في حال العذر؟ ما هو رأي الفقهاء فيمن لم يتمكن من طواف النساء لعذر شرعي؟ كيف يوازن الإسلام بين مراعاة العذر وحفظ تمام النسك؟
في آداب الطواف وصلاة الطواف: لماذا صلى الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ركعتي الطواف “بحيال المقام قريبًا من الظلال”؟ هل في هذا الفعل إشارة إلى الوعي بالمكان والنية في العبادة؟ ما العلاقة بين موضع أداء الصلاة ومقام القرب الروحي في العبادات؟
العبادة لا تُقاس بكمال الأفعال وحدها، بل بكمال النية والصدق في الامتثال. فكما بيّن الأئمة (عليهم السلام)، من أخلص النية أتم الله له عمله ولو حالت دونه الأعذار، ومن واصل العبادة بوعيٍ وشهودٍ لم يُحرم من بركة القرب الإلهي.
