الزيادة في السعي بين الصفا والمروة – السيد صباح شبر
تتناول هذه الحلقة مسألة فقهية مهمة تتعلق بأعمال الحج والعمرة، وهي حكم من زاد في عدد أشواط السعي بين الصفا والمروة جهلاً أو خطأً، وكيف عالج الإمام الصادق (عليه السلام) هذه الحالة بالحكمة والرفق. كما يُسلّط الحديث الضوء على مفهوم «العبادة عن جهل» وحدود العذر فيها، مع بيان البعد الروحي للسعي كرمزٍ للسعي في طاعة الله.
نص الرواية:
عن هشام بن سالم قال:
سعيت بين الصفا والمروة أنا وعبيدالله بن راشد فقلت له: تحفظ عليّ، فجعل يعدّ ذاهباً وجائياً شوطاً واحداً، فبلغ مثل منِّي ذلك فقلت له: كيف تعد؟ قال: ذاهباً وجائياً شوطاً واحداً، فأتممنا أربعة عشر شوطاً، فذكرنا لأبي عبدالله عليه السلام فقال: قد زادوا على ما عليهم، ليس عليهم شيء.
وسائل الشيعة – ج ١٣ – ص ٤٨٩
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
في فهم الرواية وحكم الزيادة في السعي: ما هو السعي بين الصفا والمروة وما عدد أشواطه الشرعية؟ كيف حصل الخطأ في العد بين هشام بن سالم وعبيد الله بن راشد؟ ما دلالة قول الإمام الصادق (عليه السلام): «ليس عليهم شيء»؟
في فقه الزيادة والنقصان في المناسك: هل الزيادة في العبادات دائماً تبطل العمل، أم يُستثنى منها ما كان عن غير تعمد؟ ما الفرق بين الزيادة في عدد الأشواط وبين الزيادة في أفعال الحج الأخرى؟ كيف يمكن للمؤمن أن يتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء أثناء أداء المناسك؟
الشريعة لا تقصد تعقيد الطريق أمام العابد، بل تسهّل له سبل الطاعة لتكون العبادة قرباً لا مشقة. ومن رحمة الله أن العبد إذا زاد عن جهلٍ في العبادة لم يؤاخذه الله، بل يقبل منه إخلاصه وسعيه. فالمعيار الحقيقي هو صدق النية لا كثرة الأفعال.
