قيمة ضمان المال المغصوب – السيد صباح شبر
تُتابع هذه الحلقة البحث في رواية أبي وَلاد الحناط، وتركّز على الجملة المفتاحية التي قالها الإمام الصادق عليه السلام:
(نعم، قيمة بغل يوم خالفته)، والتي شكّلت محورًا فقهيًا مهمًا عند العلماء في تحديد زمن الضمان في المال المغصوب أو المستعمل بغير إذن صاحبه.
تبحث الحلقة في كيفية قراءة هذه الجملة من حيث التشكيل (هل هي بفتح التاء أم بكسرها)، وما نتج عن ذلك من اختلاف في الفهم بين فقهاء الإمامية في تحديد يوم الضمان:
هل هو يوم المخالفة (أي بداية الغصب)، أم يوم التلف، أم يوم الردّ؟
الرواية المعتمدة:
عن أبي وَلاد الحناط… (الحديث السابق كاملاً كما ورد في وسائل الشيعة – ج ١٩ – ص ١١٧)
… فقلت له: أرأيت لو عطب البغل ونفق أليس كان يلزمني؟
قال (عليه السلام): «نعم، قيمة بغل يوم خالفته».
الأسئلة المطروحة في الحلقة:
تحليل النص الفقهي في الرواية: ما المقصود بعبارة الإمام «يوم خالفته»؟ هل تشير إلى زمن الغصب أم إلى لحظة التلف؟ كيف ينعكس اختلاف التشكيل (خَالَفْتُهُ / خُلِفْتُهُ) على المعنى الفقهي؟ هل يمكن اعتبار هذه العبارة قاعدة عامة في كل موارد الضمان؟
آراء الفقهاء في يوم الضمان: ما هو رأي المشهور من فقهاء الإمامية في تحديد يوم الضمان؟ من الفقهاء من قال: «الضمان يوم التلف» ومنهم من قال «الضمان يوم الغصب» — فما وجه الجمع بين الرأيين؟ ما أثر تغيّر قيمة المال في السوق بين يوم الغصب ويوم التلف على مقدار التعويض؟
القواعد الفقهية المستنبطة من الرواية: ما العلاقة بين هذه الرواية وقاعدة “على اليد ما أخذت حتى تؤدّي”؟ كيف يمكن توظيف هذه الرواية في باب المعاملات الحديثة، مثل ضمان السيارات أو المعدات المستأجرة؟ ما الدلالة الأخلاقية في كلام الإمام حين يربط الضمان بالعدالة في تقدير القيمة؟
تُبرز هذه الرواية عمق منهج أهل البيت (عليهم السلام) في بناء الفقه على الدقّة اللفظية والعدالة الواقعية، فكل حرف من كلام المعصوم يحمل دلالات تشريعية كبرى.
واختلاف القراءات لا يُضعف النص بل يُغنيه، إذ يُظهر سعة الفقه الإمامي في النظر إلى المعاني من زوايا متعددة، لتبقى العدالة مقياس الضمان، والنية الصادقة هي روح كل معاملة.
