قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

البنوة في الإسلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

(وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)

إن البنوة على أقسام، منها البنوة العلمية وهي نسبة ولد لرجل خلق من نطفته، وهذا المعنى يشمل الأبن الشرعي والأبن المتولد بالزنا، والأخير له أحكام بالفقه منها أنه لا يرث من أبيه، وإن كان المولود لا يعتبر أجنبياً عن الأب، بمعنى أنه لو كان المولود أنثى فتحرم على أبيها حالها حال المولودة بطريق شرعي.

وهناك قسم آخر من البنوة، وهو مع اجتماع بنوة النسب والبنوة بالعقد الشرعي تأتي بنوة المبادئ والقيم، وهذا ما قصدته الآية من نفي بنوة ابن نوح على نوح عليه السلام، فإنه لم يكن يوجد علقة في الدين والمبدأ بين الأب وابنه حتى مع وجود العلقة النسبية، فنوح عليه السلام كان رسول من أولي العزم، وابنه كان على دين قومه الكفار الذين أهلكهم الله بالطوفان.

ومسألة البنوة هي غريزة عند كل إنسان، بحيث أن الإنسان لا يهنأ له عيش حتى يرزق بولد، وهذه الغريزة كما فسرها علماء الفلسفة تعتبر نوع من غريزة حب البقاء، فالإنسان حتى آخر نفس له في الدنيا تبقى عينه على الدنيا، ولأنه يعلم أنه غير مخلد فيها يجد استمرار بقائه في أولاده.

فلولا هذه الغريزة لما استمر الوجود، فلا يوجد إنسان إلا ويميل للراحة، والولد يسلب الراحة من والديه، ولكن قوة غريزة البنوة أقوى من حب الراحة ولذلك يندفع كل إنسان إلى الإنجاب، وهذه الغريزة لا ينبغي أن يكون فيها تسخط على قضاء الله، كما يسخط البعض إذا كان مولودة أنثى وكان يأمل الذكر.

فقد نهت الشريعة الإسلامية عن التمييز بين الأبناء، سواء تمييز بين الذكور والإناث أو تمييز ولد عن آخر فعن النعمان بن بشير أنه قال: أعطاني أبي عطية، فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأتى النبي فقال: إني أعطيت ابني من عمرة عطية فأمرتني أن أشهدك، فقال: أعطيت كل ولدك مثل هذا؟ قال: لا، قال: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، لا أشهد على جور.

مواضيع مشابهة

نوافذ تربوية – 50 – مفاتيح الفلاح في تربية الأبناء

واجبات الآباء تجاه الأبناء