قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

الوفاء بالعقود والعهود – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله

(يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد)

يذهب كثير من المفسرين إلى أن كلا من الآيات الكريمة المصدّرة بـ(يا أيها الذين آمنوا) -فلدينا بعض الآيات تبدأ بـ(يا أيها الناس) ولدينا (يا أيها الذين آمنوا) – نزلت في المدينة، وكل آية صدرها (يا أيها الناس) نزلت في مكة، لكن الواقع ليس هكذا، فهناك آيات في المدينة نزلت وصدرها (يا أيها الناس)، وهناك آيات نزلت في مكة بدأت بـ(يا أيها الذين آمنوا).

لكن أغلب الآيات التي بدأت بـ(يا أيها الذين آمنوا) نزلت بالمدينة، والسبب هو أنّ المؤمنين عندهم وظيفة وعبء عليهم وهو حمل الرسالة وبناء المجتمع، فعندما يريد الله عز وجل مخاطبة الناس بضرورة العقيدة والاعتقاد، فهو يقصد الناس الذين عليهم أن لا يبقوا دون عقيدة، والذين يريد أن يكلفهم بأن يكونوا مسلمين.

ولكن هناك ناس ليسوا مسلمين فقط، بل مسلمون مسؤولون ويحملون عبء بناء الدولة الإسلامية، وهناك فرق كبير بين الاثنين.

تارة هناك مسلم أريد فقط أن أدخله إلى حظيرة العقيدة، وأخرى مسلم أحمله عبئا ومسؤولية، فأحمله عبء بناء الدولة الإسلامية، وطبعًا أهل المدينة هم الذين بنوا المجتمع الإسلامي، وهذه النقطة يذكرها المفسرون دون تعليل ودون توجيه.

والخطاب الذي جاءت به الآية الكريمة هو خطاب تشريف وخطاب تكريم، فالمؤمن يكرم لأنك لو جردت الإنسان من العقيدة ماذا سيبقى لديه؟ سيبقى لديه ما للحيوانات الأخرى، فلو جردته من العقيدة تحول إلى مجرد كم من الدم واللحم.

العقيدة هي التي تبني الإنسان، والإنسان هو العقيدة، والإنسان هو الفكرة، والإنسان هو الموقف، والإنسان لا تكمل إنسانيته ما لم يكن متحليا بالعقيدة والموقف.

لذلك كانت الآية الكريمة بصدد تكريم المؤمنين وأهل الإيمان وتقديرهم على عقيدتهم وما آمنوا به.

مواضيع مشابهة

عبير الكلام – 62 – صفة الوفاء

أحاديث في الوفاء بما جعل لله على نفسه