معنى الحمد في القرآن – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)
الحمد مرة يأتي بمعنى الشكر، كأن يأتي أحد وقضي لفرد ما حاجة فيشكره، وهذا يكون عند المسائل الشخصية الخاصة، ومرة أخرى يكون الشكر شخصاً معروف بالعطاء وفعل الخير ومساعدة الناس، فيأتي أحد يثنى عليه أفعاله الخيرة وإن لم يكن المادح قد أصابه شيء من خير ذلك الشخص الممدوح.
والآية هنا تحمل الحمد بالمعنى الثاني لا معنى الشكر الشخصي، والحمد هنا لاستغراقها بـ(ال) تشمل كل أقسام الحمد، فكل ما في الباري عز وجل من صفات إنما هي صفات تستحق كامل الثناء عليه سبحانه، ومن تلك الصفات ما ذكره تعالى في هذه الآية.
يقول العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان تعليقاً على هذه الآية: ثم أحمده واثن عليه بما يتفرع على إطلاق ملكه فإنه لا يماثله شيء في ذات ولا صفة حتى يكون ولدا له إن اشتق عنه في ذات أو صفة
كما تقوله الوثنية وأهل الكتاب من النصارى واليهود وقدماء المجوس في الملائكة أو الجن أو المسيح أو عزير والاحبار، أو يكون شريكا إن شاركه في الملك من غير اشتقاق كما تقوله الوثنيون والثنويون وغيرهم من عبدة الشيطان
أو يكون وليا له إن شاركه في الملك وفاق عليه فأصلح من ملكه بعض ما لم يقدر هو على إصلاحه.
وبوجه آخر لا يجانسه شئ حتى يكون ولدا إن كان دونه أو شريكا له إن كان مساويا له في مرتبته أو وليا له إن كان فائقا عليه في الملك.
والآية في الحقيقة ثناء عليه تعالى بما له من إطلاق الملك الذي يتفرع عليه نفى الولد والشريك والولي ولذلك أمره صلى الله عليه وآله وسلم بالتحميد دون التسبيح مع أن المذكور فيها من نفي الولد والشريك والولي صفات سلبية والذي يناسبها التسبيح دون التحميد فافهم ذلك.