ما الغاية من الصلاة؟ – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا
إن الله تعالى عندما فرض علينا الصلاة إنما فرضها من أجل منفعتنا الدنيوية والآخروية، ولا يتخيل أحد أن الله سبحانه بحاجة لصلاتنا، فهو سبحانه الغني المطلق، فعن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: (إنما أمروا بالصلاة لأن في الصلاة الإقرار بالربوبية، وهو صلاح عام، لأن فيه خلع الأنداد والقيام بين يدي الجبار).
فالإنسان في جميع أحواله بحاجة لإمداد الله تعالى، فلو قطع عنه المدد الإلهي للحظة لانهى، فالله تعالى هو ربنا والمدبر لأمورنا كلها في الوجود الحياة والقوة والقدرة، وما نعتقد أنه مسبب حقيقي لوجودنا ما هو إلا وسيلة وسنة طبيعية سنها الله لنا، لذلك جعلت الصلاة حتى يبقى الإنسان على صلة روحية دائمة بربه، واعتراف وإقرار بربوبيته جل وعلا.
وقوله عليه السلام: (لأن فيه خلع الأنداد) أي إقرار بأننا لا نشرك به أحداً ولا أحد غيرك يستحق العبادة، سواء كانت تلك الأنداد أنداداً خارجية عالأصنام ومدعي الربوبة، أو كانت أنداداً داخلية عالهوى والعصبية وعبادة النفس.
وقوله عليه السلام: (والقيام بين يدي الجبار) فالله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يسألوه فيعطيهم، فعلى سبيل المثال -والله المثل الأعلى- أحدنا يفرح إذا طلب منه ولده شيأً ويلبه، كذلك هو جل وعلا، وإن الوقوف بباب الله تعالى وسؤاله والتذلل بين يديه، والله تعالى هو الوحيد الذي لا مذله ولا عار للمرء بالوقوف بباب الله بل على العكس في التذلل بين يديه العزة كل العزة للإنسان.