بحث حول الآية الشريفة:(وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ ۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ)
إن المشركين لعدم اعتقادهم بالآخرة كانوا ينكرون العذاب الأخروي والعقاب الإلهي وكذلك لو هددهم النبي بعذاب الاستئصال كالزلازل والوقائع التي تعرضت لها الأمم السابقة كانوا يستعجلون النبي صلى الله عليه وآله والحال إن العذاب لا يأتي إلا بشروط.
لماذا عبر القرآن الكريم عن العقاب الإلهي بالسيئة والحال أن الله سبحانه لا يصدر منه إلا الحسن والعدل؟
إن القرآن الكريم عبر عن العقاب الإلهي بالسيئة لأن العذاب يسوء من أنزل عليه العذاب وإن كان خيرا وعدلا والعذاب الإلهي سبب في تأهيل من تعرض لهذا العذاب كما نرى ذلك في العقوبات الدنيوية وسوء العقاب إنما يكون من الإنسان لغيره ولا يكون من الله سبحانه الذي هو محض العدل.
قد يتعجب البعض من إمهال الله سبحانه لبعض المجرمين والعصاة والحال أن الله سبحانه قد يمهل المجرم ليعاقب به سائر المجرمين كما ورد في الأثر:(الظالم جند أنتقم به وأنتقم منه).
إن الحسنة المذكورة في الآية المباركة تعني أن المشركين بإيمانهم سيكونون قادة العالم وإنك لو تلاحظ تاريخ الشعوب ترى أنه لم تصل أمة إلى الرقي في الكم والكيف في فترة قصيرة كما وصل المسلمون.
ما هي نظرة الإسلام لوسائل منع الحمل ؟
من هم الذين يباهي النبي صلى الله عليه وآله بهم الأمم كما ورد في الحديث الشريف ؟ لا شك أن الذين عناهم النبي صلى الله عليه وآله هم الأدباء والعلماء والمفكرين والمستقيمين أصحاب الخلق الرفيع وليس غيرهم ممن لا يستأمن على بصلة كما ورد عن الباقر عليه السلام.
إن التربية الإسلامية تصنع أمة في إنسان، كما رأينا أثر هذه التربية في الجيل الأول من الصحابة وأصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام كقيس بن سعد بن عبادة ومالك الأشتر وعمار وغيرهم من الأجلاء.
إن كل فرد من الأفراد لا يخلو من شكل من أشكال الظلم، فتراه يظلم أهله أو يظلم جاره أو يظلم الناس بالتعامل معهم ولو يعاجل الله سبحانه الناس بالعذاب لم يبق على وجه الأرض أحد.
إن الإمام زين العابدين عليه السلام حج على ناقة عشرين سنة ولم يضربها بسوط وعندما كانت تتلكأ في المسير يرفع سوطه ثم يرده قائلا: لولا القصاص لضربتك، فهذا حاله مع الحيوان وهو درس لنا إذ لو كان حاله هذا مع الحيوان فكيف تعامله مع الإنسان ؟
ما هي قصة عقيل عندما طلب منه مالا من بيت المال ؟
إن الحق ينقسم إلى قسمين: حق الله سبحانه وحق الناس والله سبحانه كريم ورحيم يغفر ويرحم ويعفو عن كثير من الذنوب أما حق الناس فلا سبيل إلى التغاضي عنه أو إهماله.
ما هو وجه الشدة في العقاب الإلهي ؟
قد ينشر في بعض المجلات العلمية عن اكتشاف كواكب تصل حرارتها إلى أضعاف حرارة الشمس وهي على ما هي من الحرارة الشديدة التي قد تصل إلى ملايين الدرجات،
فكيف بالعقاب الإلهي الذي لا يعلم شدته إلا الله سبحانه وكذلك شدة العذاب المتوقع في الآخرة، هو عامل ردع للإنسان عن التمادي في المعاصي.
إن العقاب الإلهي لأعداء آل النبي صلى الله عليه وآله عقاب شديد ويكفيهم عقاب التاريخ لهم وأما أهل البيت عليهم السلام فقد خلدهم التاريخ إذ أنهم عاشوا في ضمير المسلمين
ومشاعرهم وهذا هو فحوى خطاب الحوراء زينب سلام الله عليها عندما قالت ليزيد : (فكد كيدك، واسع سعيك، و ناصب جهدك، فو اللّه لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا).