قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: المنبر العميد
آخر برامج من: الدكتور الشيخ أحمد الوائلي (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

عمل الملائكة في قبض الأرواح – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله 

المقدمة: توضح هذه الآية أن من يتولى قبض الأرواح في ساعة وفاة الفرد هو ملك الموت، لكن قد يرد سؤال هو: أنه في الأرض عدة مليارات من البشر وقد لا تمضي ثانية واحدة إلا وفيها يموت الآلاف من البشر فكيف يقبض ملك الموت تلك الأرواح في نفس الوقت؟

ملك الموت وعمله في القرآن:

الجواب يكمن في هذه الآيات (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ) (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ) (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ)، وهذه الآيات توضح بأن ملك الموت له أعوان يعينوه على قبض الأرواح ويتولى هو توزيعهم على من أذن الله تعالى بقبض روحه.

كيف يقبض ملك الموت الأرواح في نفس الوقت؟

كذلك هناك قبض آخر للروح يقع على علينا في كل يوم وهو قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا)، فالنوم هو نوع من سلب الروح لكن ليس عن كامل البدن إنما على العقل الذي يتحكم فيه، لذلك ترى الفقهاء يرون رفع التكليف عن الفرد أثناء النوم، فلو أن فرداً أنقلب أثناء نومه على أحد فقتله فلا يعد جانياً.

دور الملائكة الآخرين في قبض الأرواح: 

وفي حادثة تذكر عن أبي عبد اللّه الصادق عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله أنه دخل على رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه فقال: (يا ملك الموت أرفق بصاحبي فإنه مؤمن)، فقال: أبشر يا محمد فإنّي بكل مؤمن رفيق … ثم قال: إنه ليس في شرقها ولا في غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات ولأنا أعلم بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتى يأمرني ربي بها.

قبض الروح أثناء النوم والتفسيرات الفقهية:

وفي قوله تعالى: (الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) إشارة إلى مبدأ التوكيل عند الله سبحانه وتعالى، فالله سبحانه وتعالى وكل ملك الموت بالقيام بمهمة قبض أرواح البشر، كذلك الله تعالى من خلال الزكاة وكل الأغناء بإعطاء الفقراء حقوقهم فقد ورد في حديث قدسي: (المال مالي والفقراء عيالي والأغنياء وكلائي فإن بخل وكلائي على عيالي أذقتهم وبالي ولا أبالي).

الخاتمة

 وقوله: (ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) فالإنسان عند موته لا يذهب للفناء بل يذهب ليلقى جزاء أعماله، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وقال إلى ربكم ولم يقل إلى إلهكم لأن الرب هو الذي رباك ودبر أمرك في الحياة الدنيا وهو يدبرها بعد وفاتك، فأنت ستذهب إلى رب كريم لا إلى بخيل.

مواضيع مشابهة

عبير الكلام – 54 – ما بعد الموت

أحاديث في حبّ لقاء الله وذمّ الفرار من الموت