الإنفاق في الحرب – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
الآيات القرآنية تتناول مواضيع متعددة وتوجه الإنسان نحو الفهم العميق للعديد من الجوانب الحياتية. إحدى هذه الآيات هي قوله تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون). تثير هذه الآية تساؤلات حول الإنفاق وأهميته، خصوصًا في سياق الحرب والجهاد. وهذا الإنفاق يمكن أن يكون جزءًا حيويًا من الجهاد والدعم الحربي للمسلمين.
هذه الآية الكريمة تسبقها آية أخرى هي قوله تعالى (وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم)، لذلك وبناء على سبق هذه الآية وحجية السياق فإن الكثير من المفسرين يقولون إن هذه الآية جاءت حول الإنفاق في الحرب، ونعتقد أن الآيات لم ترتب وفق التسلسل الزمني للنزول، وإنما جُمعت وفق التسلسل الموضوعي. مجموعة من الآيات قد تشترك في موضوع واحد، مثل الطهارة أو الحرب وغيرها.
الإنفاق في الحرب
نحن هنا نؤكد أن هذه الآية جاءت في سياق الإنفاق في الحرب، بما يعني أن كل مكلف مطالب بتهيئة النفقات والأموال لتغطية احتياجات المسلمين الحربية. فالجهاد يتطلب:
- المجاهدين
- السلاح
- النفقات للحل والترحال
- إطعام وكفالة عيال المجاهدين
- وغيرها من الموارد.
- دور التفسير المعاصر
يميل الكثير من المفسرين إلى أن الإنفاق في هذه الآية يتعلق بتغطية حاجات المسلمين للقتال، ويسمى بالمال الوطني اليوم. أحد المفسرين المحدثين يرى أن موضوع القرض في الشريعة الإسلامية غير وارد أساسًا، ويعتقد أن التوزيع في الاقتصاد الإسلامي يغطي حاجات الناس بما لا يضطرهم للاقتراض
الخاتمة
إن الإنفاق في سبيل الله وخاصة في الحروب يعكس التزام المسلم بدينه وواجبه نحو أمته. من خلال تفسير د. الشيخ أحمد الوائلي، ندرك أن الإنفاق ليس مجرد عمل مادي بل هو استثمار روحي وأخلاقي يؤكد على وحدة الأمة الإسلامية وتضامنها. التجارب المعاصرة تظهر لنا أن التوزيع العادل للموارد والاقتصاد الإسلامي يمكن أن يقلل من حاجات الاقتراض ويوفر حياة كريمة للجميع.