أبعاد زيارة الإمام الحسين عليه السلام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
إن مما يلفت النظر أن كل إمام من الأئمة عليهم السلام له في كتب الزيارات المأثورة إما زيارة أو زيارتين، أما الإمام الحسين عليه السلام فنجد أن له في كتب الزيارات العديد من الزيارات المأثورة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام.
ولكن قد كثر الجدل بين المسلمين من جهة وبين أتباع ابن تيمية من جهة أخرى حول مشروعية الزيارة بشكل عام، وأغلب المسلمين متفقين على جواز زيارة قبور الأولياء والصالحين والتوسل بهم إلى الله تعالى باعتبارهم أقرب إلى الله من عوام الناس.
ولا سيما سيد الشهداء أبو عبد الله الحسين عليه السلام، فهو من جهة من أعظم الأولياء والصالحين وهو سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وابن الصديقين أمير المؤمنين والسيدة الزهراء، ومن جهة أخرى هو أعظم شهيد في الإسلام ضحى بنفسه وبأصحابه وأهل بيته عليهم السلام في سبيل الحفاظ على الدين.
وإن أول من زار الإمام الحسين عليه السلام كانت عقيلة الطالبيين زينب عليها السلام، وكانت زيارتها الأولى في ليلة الحادي عشر من محرم فور شهادته عليه السلام، حيث وقفت على جسده وقالت: يا جدّاه يا رسول الله، صلّى عليك مليك السماء، هذا حسينك بالعراء، مزمّلاً بالدماء، مسلوب العمامة والرداء، ثم قالت: بأبي من لا غائب فيرتجى، ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفدا.
وقد روي عن جابر الجعفي أنه قال: دخلت على جعفر بن محمد عليهما السلام في يوم عاشوراء، فقال لي: هؤلاء زوار الله وحق على المزور ان يكرم الزائر، من بات عند قبر الحسين (عليه السلام) ليلة عاشوراء لقى الله يوم القيامة ملطخا بدمه كأنما قتل معه في عرصته.
وقال عليه السلام: من زار قبر الحسين (عليه السلام) ليوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه.
وفي فضل زيارة الأربعين روي عن أبي محمد العسكري عليه السلام أنه قال: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.