فضل إطعام الطعام – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)
إن من الأمور التي كانت تعتبر من المفاخر عن العرب هي “إطعام الطعام” ثم جاء الإسلام متمماً لمكارم الأخلاق فأكد عليها بهذه الآية وبروايات عن المعصومين عليهم السلام، حيث روي عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: (أيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ)
إن المقصود بالطعام في الآية هو ما ترغبه نفس الإنسان وما هو محلل، فليس من الفضل أن يطعم الإنسان طعاماً لا يرغبه أو طعاماً كسد عنده ويريد التخلص منه، أو أن يطعم طعاماً ليس مما حلل الله تعالى فقد قال سبحانه: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)
وفي قوله تعالى: (عَلَى حُبِّهِ) أي على الرغم من حبك للطعام الذي أطعمته لغيرك، فعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (مَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً مِنْ جُوعٍ أَطْعَمَهُ اَللَّهُ مِنْ ثِمَارِ اَلْجَنَّةِ وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَقَى مُؤْمِناً سَقَاهُ اَللَّهُ مِنَ اَلرَّحِيقِ اَلْمَخْتُومِ وَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ كَسَا مُؤْمِناً مِنْ عُرْيٍ لَمْ يَزَلْ فِي سِتْرِ اَللَّهِ وَ حِفْظِهِ مَا بَقِيَتْ مِنْهُ خِرْقَةٌ) وهذا هو الإيثار الذي أكد على فضله الإسلام في قوله تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)
وأما المسكين فمعلوم أنه الرجل الذي لا يمكلك قوت يومه، فإذا سألتك لا ينبغي لك أن ترده خاصة إذا اطمئن قلبك إلى سوء حاله، وأما اليتيم فهو الذي لا أب له، ولأجلهم قد أكد الإسلام على رعايتهم وسد النقص الناجم في نفسهم وحياتهم نتيجه لفقدهم آبائهم فقد قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) وأشار بالسبابة والوسطى.
أما الأسير فقد روي في معناه ثلاث آراء: الأول هو أسير المعركة الكافر الذي وقع بيد المسلمين، فكان النبي صلى الله عليه وآله يوكل أحد منهم لأحد أصحابه ليسكنه في بيته ويطعمه ويكرمه.
والمعنى الثاني هو المحبوس، فالحبس من أحد العقوبات الردعية التي نص عليها الإسلام والقانون في جميع البلدان حتى غير الإسلامية.
والمعنى الثالث في المرأة، لذلك أكد رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا يزوج الرجل ابنته إلا لمن يكرمها، لأنها بموجب أنها أصبحت له وأنجبت منه أطفال، فليس من السهل عليها أن تطلق من زوجها إذا رأت منه سوء خلق لأن طلاقها يعني شرخاً في حياة أبنائها.
نعي مصيبة القاسم بن الحسن عليه السلام