أصناف السجود والتعظيم – د. الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)
إن السجود وفق ثقافة القرآن يحمل معنيين : الأول العبادة وهو لا يصح إلا لله تعالى، والثاني: سجود التعظيم وهو كما كان سجود الملائكة لآدم عليه السلام وكما كان من سجود أخوة يوسف ليوسف عليه السلام.
وكذلك التعظيم بحمل عدة اعتبارات: مرة تكون مباحة كتعظيم الوالدين والمعلم وأهل العلم، ومرة لاعتبارات محرمة كتعظيم الأصنام وأهل الفجور والجبابرة، ومرة لاعتبارات واجبة كتعظيم المساجد والكعبة المشرفة والأنبياء والأولياء والمعصومين عليهم السلام.
وبذلك يعلم أن سجود الملائكة لآدم لم يكن على نحو العبادة، إنما كان على نحو التعظيم، وطالما أن هذا التعظيم بأمر من الله سبحانه وتعالى فهو ليس بشرك إنما هو عين العبادة لله عز وجل.
فإذا علم ذلك نرد عن انفسنا شبهة أننا عندما نعظم مشاهد الأنبياء والأئمة المعصومين عليهم السلام، فلا نرتكب شيء من الشرك، لأن المعصومين عليهم السلام الله سبحانه وتعالى رفع شأنهم وعظمهم وكرمهم، بل أمرنا بمودتهم فحبنا واتباعنا وتعظيمنا لهم إنما هو تعظيم لله جل وعلا.