قَلَّ يا رَسولَ اللهِ عَن صَفيَّتِكَ صَبري
مِن کَلامٍ لأمير المؤمنين (ع) عِندَ دَفنِه السيدة الزهراء (ع) أنه قال: السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ الله عَنِّي وعَنِ ابنَتِكَ النّازِلَةِ فِي جِوارِك، والسَّرِيعَةِ اللَّحاقِ بِك، قَلَّ يا رَسولَ اللهِ عَن صَفيَّتِكَ صَبري، ورقّ عَنها تَجَلُّدي، إلّا أنَّ في التّأسِّي لي بعَظيمِ فُرقَتكَ وفادِحِ مُصيبتِكَ مَوضعَ تَعَزٍّ، فَلَقَد وَسَّدتُكَ فِي مَلحودَةِ قَبرِك، وفاضَت بَينَ نَحرِي وصَدرِي نَفسُك، فَإِنّا لِلهِ وإِنّا إِلَيهِ راجِعون، فَلَقَدِ استُرجِعَتِ الوَدِيعَة، وأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ، أَمّا حُزنِي فَسَرمَدٌ، وأَمّا لَيلِي فَمُسَهَّدٌ، إِلَى أَن يَختارَ اللهُ لي دارَكَ الَّتِي أَنتَ بِها مُقِيم، وسَتُنَبِّئُكَ ابنَتُكَ بِتَضافُرِ أُمَّتِكَ عَلى هَضمِها، فاحفِها السُّؤال، واستَخبِرها الحال. هَذا ولَم يَطُلِ العَهدُ، ولَم يَخلُ مِنكَ الذِّكرُ، والسَّلامُ عَلَيكُما سَلامَ مودِّعٍ لا قالٍ ولا سَئِم، فإن أَنصَرِف فَلا عَن مَلالَة، وإِن أُقِم فَلا عَن سوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللَّهُ الصّابِرِين..
نهج البلاغة: 319 ، 320