قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
آخر برامج من: الشيخ حسين الكوراني (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية

السيدة الزهراء سلام الله عليها في أرض المحشر للشيخ حسين الكوراني

إن أهمية البحث في روايات المحشر المرتبطة بالسيدة الزهراء سلام الله عليها يكمن في كون هذه الروايات تساعد على حسن الاقتداء بها واتباعها سلام الله عليها وليكون الشخص ممن تشفع الزهراء سلام الله عليها له.
يجب التنبه إلى بعض الأسس في تتبع هذه الروايات وهي أسس تقع بعد التدقيق في السند.

أولا إن البحث عن السيدة الزهراء سلام الله عليها ليس بحثا عن معصوم عادي لأن عصمة الزهراء سلام الله عليها تقع في الدرجة الأولى، أي هي أعظم من كل الأنبياء ما عدا رسول الله صلى الله عليه وآله.

ثانيا يجب أن ننتبه إلى أن الحديث عن المحشر ليس حديثا عاديا، أي أن لغة الحديث عن المحشر تختلف نهائيا عن لغة الحديث عن الدنيا، وكذلك الحديث عن عالم الذر يختلف عن الحديث عن عالم الدنيا.

نلاحظ في هذه الدنيا أن لكل بلد لغته الخاصة به، بل إنك ترى أن لكل منطقة لغتها، فلا يصح أن نبحث عن روايات المحشر بذهنية دنيوية.

عندما نقرأ نحن اليوم في القرآن الكريم عن الجنة وثمارها كالرمان مثلا نعتقد أن رمانها كهذا الرمان الذي نعهده إلا أنه بجودة عالية وكذلك بالنسبة إلى الأنهار وسائر المفردات والحال أن الأمر غير ذلك.

هل يصح أن نقرأ القرآن الكريم ونفهمه بمسبقاتنا الذهنية التي اكتسبناها من هذه الدنيا ؟

لماذا يقول الله سبحانه في القرآن الكريم واصفا نعيم الجنة قائلا:(مثل الجنة) ؟

وعلى سبيل المثال عندما يسأل طفل أباه عن الصواريخ، ماذا عساه أن يقول له ؟ هل يبين له ما هو الوقود الصلب وكيف يعمل هذا الوقود، أم أنه سيقول له إنها قطعة حديد طائرة ؟
وهكذا الأوصاف التي نقرأها عن الجنة هي بعيدة جدا عن المعاني الحقيقية المراد منها، فالله سبحانه يقرب إلى أذهاننا هذه المفاهيم من خلال الأمثلة التي يضربها للناس في القرآن الكريم.

إن البحث في عظمة السيدة الزهراء سلام الله عليها هو البحث في عظمة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، فيجب البحث في الأحاديث وفهمها على هذا الأساس.

إن رسول الله صلى الله عليه وآله هو محور العوالم، أي محور عالم الذر ومحو عالم ما قبل عالم الذر، وهو الإنسان الكامل الذي لا يحتاج إلى غير الله سبحانه وتعالى، والمعصومون الثلاثة عشر عليهم السلام يلحقون برسول الله صلى الله عليه وآله.

 

في يوم القيامة سيكون رسول الله صلى الله عليه وآله هو المحور، فهو الشاهد على جميع الأنبياء، فالأنبياء محتاجون إلى شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله بالتبليغ.
بما أن السيدة الزهراء سلام الله عليها هي روح رسول الله صلى الله عليه وآله فهي أيضا محور العوالم وعلى معرفتها دارت القرون الأولى.