قناة المعارف الفضائية | سراج العلم والفضيلة
فهرس: آداب الصلاة
آخر برامج من: الشيخ حسين الكوراني (ره)
آخر برامج في قناة المعارف الفضائية
استحباب التعقيب بعد الفرائض والنوافل، الشيخ حسين الكوراني رحمه الله.

إن من الملفت جدا هو اهتمام العلماء أمثال السيد اليزدي بالتعقيبات وذكرها وإعطاء أولوية كبيرة لها وتأكيدهم هذا إنما هو بسبب تأكيد أهل البيت عليهم السلام على التعقيبات.

عندما نرى حث القرآن الكريم على الذكر في كل الأحوال كقوله تعالى:(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ) فمن الطبيعي أن يستفيض البحث من العلماء حول الذكر.

أنظر کیف تحدث الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في مصباح المتهجد عن قسم من تعقيبات الصبح ليتبين لك خطر التعقيبات وجلالة أمرها:(فإذا صليت الفجر عقبت بما تقدم ذكره عقيب الفرائض-ذكر الشيخ الطوسي التعقيبات العامة والآن يريد الحديث مفصلا عن تعقيبات الصبح وهي في ثمانية وثلاثين صفحة وذكر سجدة الشكر في ست صفحات ثم عاد فذكر أدعية في ثلاث صفحات- ثم يخرج من المسجد)

لماذا ننتهي من الصلاة ثم نلتفت سريعا دون أن نأخذ نصيبا من التعقيبات إلى إين ذاهبون؟

ما أورده السيد اليزدي قدس الله سره في العروة الوثقى حول التعقيب:(وهو الاشتغال عقيب الصلاة بالدعاء أو الذكر أو التلاوة أو غيرها من الأفعال الحسنة مثل التفكر في عظمة الله ونحوه، ومثل البكاء لخشية الله أو للرغبة إليه وغير ذلك، وهو من السنن الأكيدة، ومنافعه في الدين والدنيا كثيرة، وفي رواية: «من عقب في صلاته فهو في صلاة »- أن أنه لا زال يكتب مصليا ما كان مشتغلا بالتعقيب-

وفي خبر : « التعقيب أبلغ في طلب الرزق من الضرب في البلاد »، والظاهر استحبابه بعد النوافل أيضاً، وإن كان بعد الفرائض آكد-أي استحبابه بعد الفرائض أشد-، ويعتبر أن يكون متصلا بالفراغ منها-أي لا ينشغل بشيء كأن يذهب لاحتساء كوب من الشاي فهذا إذا عاد إلى التعقيب لا يصدق عليه أنه معقب بل هو ذاكر وله أجره-

غير مشتغل بفعل آخر ينافي صدقه – أي أتى بفعل ينافي جذريا فعل الصلاة – الذي يختلف بحسب المقامات من السفر والحضر والاضطرار والاختيار، ففي السفر يمكن صدقه حال الركوب أو المشي أيضاً كحال الاضطرار- أي في السفر يختلف الحال حيث يمكنه التعقيب ماشيا مستأنفا سفره -، والمدار على بقاء الصدق والهيئة في نظر المتشرعة،

والقدر المتيقن في الحضر الجلوس مشتغلا بما ذكر من الدعاء ونحوه، والظاهر عدم صدقه على الجلوس بلا دعاء أو الدعاء بلا جلوس إلا في مثل ما مر، والأولى فيه الاستقبال والطهارة والكون في المصلّى، ولا يعتبر فيه كون الأذكار والدعاء بالعربية وإن كان هو الأفضل، كما أن الأفضل الاذكار والأدعية المأثورة المذكورة في كتب العلماء

ونذكر جملة منها تيمناً :- وهنا يذكر صاحب العروة عددا كبيرا من المستحبات-

أحدها : أن يكبر ثلاثا بعد التسليم رافعا يديه على هيئة غيره من التكبيرات-وهذا يعتبره علمائنا الشروع في التعقيب.

الثاني: تسبيح الزهراء (صلوات الله عليها)، وهو أفضلها على ما ذكره جملة من العلماء، ففي الخبر: « ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة، (عليها السلام) ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة » (عليها السلام) وفي رواية:

« تسبيح فاطمة الزهراء الذكر الكثير الذي قال الله تعالى: اذكروا الله ذكرا كثيرا»، وفي اخرى عن الصادق (عليه السلام): « تسبيح فاطمة كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم »-وانظر كم تحوي الألف ركعة على سور وتسبيحات وغيرها-.