البحث حول قوله تعالى:(وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا*ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا)
إن الآية تريد أن تلفت النظر إلى الأم الأولى للإنسان ألا وهي الأرض ويجب أن نتعامل مع الأَرض بنفس المستوى من الأهمية التي نتعامل فيها مع الأم.
لماذا لا ترث الزوجة من رقبة الأَرض ؟
إن الأرض عزيزة على الإنسان كثيرا وإذا ورثت المرأة الأَرض فستنتقل ملكية الأَرض إلى من لا يريد البعض أن تنتقل إليه فتتولد بذلك حساسيات ومشاحنات قد لا تنتهي فيقدر حصتها من الأَرض ويسلم إليها المبلغ فإن أحبت اشترت بالمبلغ أرضا أخرى.
إن هناك حقيقة مؤلمة وهي أن ما نأكله من ثمرات الأَرض هو في الحقيقة من ثمار الأشجار التي تغذت على آلاف الجثث التي اضمحلت في الأرض فأصبحت ترابا.
على الإنسان أن يعي أنه يطأ الأَرض التي هي مدفن لمئات الآلاف من الجثث التي استحالت ترابا وليكن ذلك سبب في تقليل كبريائه ومشيه بتواضع.
على المرء أن يحمل في قلبه الرحمة والشفقة على الخلق ولا ينفرد بطيبات الأرض وثمارها ويشارك الآخرين بما تفيض عليه الأرض من البركات.
كان أميرالمؤمنين عليه السلام يخط الأرض بيده إذ كان يرى أن معظم أحبته قد أصبحوا تحت التراب وكان يقول:
(أَلا أَيُّها المَوتُ الَّذي لَيسَ تارِكي
أَرِحني فَقَد أَفنَيتَ كُلَّ خَليلِ
أَراكَ بصيراً بِالَّذينَ أَحبُّهُم
كَأَنَّكَ تَنحو نَحوَهُم بدَليلِ)
ما هي نظرية النشوء والارتقاء؟
ما المراد بقوله تعالى:(ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا)؟
إن الإنسان بكل كبريائه وشموخه لا بد وأن يرجع يوما إلى التراب ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وآله بزيارة القبور لأنها ترقق القلب وتذكر بالآخرة.(كفى بالموت واعظا)
يكره للمرء أن يطأ قبور المسلمين لأن المسلم تبقى كرامته حتى بعد موته ولذلك قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله:(لَأَنْ أَطَأَ عَلَى جَمْرَةٍ أَوْ سَيْفٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَطَأَ عَلَى قَبْرِ مُسْلِمٍ)
علينا أن نذكر أمواتنا دائما بالقرآن والدعاء بالرحمة عليهم ولنعلم أن أرواح الأموات يحومون على بيوت أهلهم فإن رأوهم مسرورين يسرون بذلك.
قصة النبي إبراهيم عليه السلام عندما ذبح الطيور الأربعة ليرى كيف يحيي الله الموتى.